الآنيما معشوق حافظ المثالي

كثر الحديث في الادب و في انواع الفنون عن الحب وركنيه المحب و المحبوب حيث يبقي الهدف فيه الوصول من الانا الي ماوراء الانا و توجد في اشعار حافظ الشيرازي امارات الانطوائية والرغبة في البحث عن المفاهيم الغامضة و الحيثيات الخفيفه التي تتناسب مع الفكر الرمزي المقدس. انه يضع نصب عينيه اللاوعي الجماعي الذي يسبق التاريخ الشخصي مثله في ذلك مثل يونغ ، اذ ان حافظاً يحاول خلق مصالحه بين الانسان والقدر. تتمكن ابعاد الانسان المتنوعة من التجلي عبر اشعار حافظ وتستوعب الذاكرة الجماعية كمستودع للذكريات التاريخيه في اللاوعي وبذلك تتجلي ازليه الحب واسبقيته علي الكون في اشعاره المطالبة بالتلازم والعلاقه الابديه بين الرجل والمراه اذ يبحث كل واحد منهما عن نصفه الآخر حائراً بين الآنيما و الآنيموس ولا يتوقف هذا السعي والبحث حتي الوصال. يفترض هذا المقال ان حافظ الشيرازي يبحث عن محبوب مثالي الآنيما في الرويا والخيال وفي ظواهر كالليل والماء والنبات والريح وفي وجه مفعم بالاسرار او الشيخ الباطني وذلك بالاضافة الي بحثه عن المحبوب الارضي والادبي والصوفي. وتتجلي الآنيما في كل آن علي شكل جميع القوي المولّده في الطبيعة حتي تدفعه من الانا الواعيه الي عالم اللاوعي او بالاحري الي ذاته.