دراسة لتاريخ تعليم الشيعة الإمامية في القرون الخمسة الأولي

قام أئمة الشيعة إثر وفاة رسول الله الأعظم (ص) بمهمة تعليم أتباعهم أحكام الدين وما إلى ذلك في كل مكان وزمان وعلى قدر المستطاع صيانة لدين الله وهداية للمجتمع الإسلامي. لذا أصبح للمساجد والكتاتيب والأمكنة المقدسة أهمية خاصة في مجال التعليم. لقد ذكرت في الحقب التالية من التاريخ الشيعي أسماء لمراكز أخرى للتعليم إضافة إلى ما بينا للتو إلا أنها لم يتم بعد بشأنها الدراسات الكافية حتى يتسنى لنا إمكانية الكشف عن مكامن ضعفها وقوتها في ظل مقارنتها مع أوضاعها الحالية. والفكرة الشائعة أن الشيعة مدينة بمراكزها  التعليمية للآخرين إذ لم يكن لها أي ابتكار أو إبداع فيها. وفي هذا السياق يرمي بحثنا الحاضر إلى تسليط الضوء على الأمكنة والأزمنة التي وظفها أئمة الشيعة لتعليم أتباعهم في القرون الهجرية الأولى وكذلك المراحل التعليمة التي مرت بها عملية التعليم وذلك في ضوء دراسة تاريخية وروائية واعتمادا على المنهج الوصفيالتحليلي وأخيرا إعطاء صورة واضحة عن التطور التاريخي الذي شهدته الأنشطة التعليمية للشيعة في الفترة ذاتها. ولم يفتنا لتحقيق أهدافنا هذه مراجعة المصادر التاريخية الموثوق بها والقريبة من الفترة نفسها. ومن أبرز المعطيات التي توصلنا إليها من خلال هذا البحث هي أن المذهب الشيعي استطاع أن يسبق المذاهب الإسلامية كلها في المشوار التعليمي وتدشين مراكز حديثة لتعليم أفكاره ورؤاه التي لم يسبق لها مثيل ولا نظير.