التحول الفكري والثقافي في نظام لغه القرآن على ضوء منهج مدرسه بون الدلاليه (دراسه العقل نموذجا)

يستطيع النظام اللغوي من خلال الآليات التي يمتلكها أن يحدث تحوّلا فكريّا في ثقافه ورؤيه أصحاب اللغه وقد يؤثّر أحيانا في تأسيس ثقافات وحضارات. مدرسه بون الدلاليه جعلت فكرتها الأساسيه للبحث عن هذه القضيه واعتمدت على مبادئ فكريه ومناهج لمعالجه النظام اللغوي. القرآن كنظام لغوي وبكلّ عناصره اللغويه يفتقر إلى دراسه التحوّل الفكري أو الثقافي الذي ينبثق من المباني المستعمله فيه ويؤثّر على الذهن القومي أو الجمعي. نظرا لأهمّيه مسأله كيفيه تكوّن الفكر والثقافه في النظام اللغوي للقرآن حاولنا معالجه المباني الدلاليه المتشكّله لكلمه العقل. كما تطرّق هذا المقال إلى كيفيه توظيف نظريه مدرسه بون الدلاليه معتمدا على المنهج الوصفي التحليلي. من أهمّ النتائج التي توصّلنا إليها هي: أنّ تماسك العقل بالعلم والإدراك في المباني والأساليب اللغويه والعلاقه الوثيقه بينه وبينهما أدّت إلى التحوّل الفكري وهو الانتقال من العقل المنفعل إلى العقل الفعّال وانتقال مفهوم العلم من البنيه السطحيه إلى البنيه العميقه وانتقال مفهوم الإدراك من الأمر الظاهري والمادّي إلى الأمر الانتزاعي والمعنوي. الجدير بالذكر إنّ اللغه القرآنيه بتواجد المصطلحات المحدّده الخاصّه بالعمليه العقليه فيه والرؤيه القرآنيه إلى العقل بالمفاهيم الأخلاقيه والدينيه بدأت تمهّد الطريق للتحوّل الفكري عند الإنسان العربي في بدايه ظهور الإسلام وسبّبت تشكّل مجتمع بالتفكّر المنطقي أو بالتفكّر العلمي الدقيق.