53602

المعالم الاصلاحية في النهضة الحسينية

عبد الحسين, سعد ماجد

593

621

29

إن كل نهضة أو حركة تغييرية في العالم لابد لها من قاعدة فكرية تبني عليها منهجها ومسيرتها في الحياة، وتحدد اهدافها التي تريد الوصول إليها، وهذه القاعدة تتمثل في الرؤية الكلية التي تتبناها تلك النهضة أو الحركة التغييرية.وبقدر تعلق الامر بنهضة الامام الاحسين a فان القاعدة الاساسية لها تتلخص بمجموعة من الاسس الفكرية التي التزم بها الإمام a، التي نستطيع ان نستخلصها من خلال بيانات التحرك والخروج التي اطلقها بوجه منهج السلطة الاموية بقيادة معاوية ويزيد، والتي تتجسد في عدة منطلقات فكرية صبت في النهاية بمنبع الاصلاح السياسي للدولة الإسلامية باتجاهاتها العامة كافة. إذ ليس اسس الاصلاح السياسي الا جزءاً من كل عام يشمل الاصلاح الديني والاقتصادي والاخلاقي.. إذ لايمكن عزل هذه الاجزاء من الاصلاح عن الاصلاح السياسي، فعن طريقه يمكن اصلاح العقيدة واصلاح الوضع الجتماعي والاقتصادي والاخلاقي، بمعنى اصلاح الحياة الانسانية بشكل عام؛ لإن اي موضوع يتصل أو يتعلق بالاصلاح حتى لو طرح من القاعدة، فان اساس تنفيذه واستكمال امتداده وتاثيره لايتجلى ولايترسخ الا من قمة الهرم السياسي، اي السلطة المسيطرة على الحكم، فما ان تتبنى هذه السلطة موضوع الاصلاح، أو تُغير هذه السلطة لتصل بدلاً عنها سلطة بديلة يتحقق الاصلاح السياسي العام في الامة من خلالها.مثلت هذه البيانات والمواقف التي اطلقها الامام الحسين a الواقع الشرعي للامتداد الطبيعي لرسالة الإسلام في صيانة معالمه التي حددها الرسول i، كما كانت تمثل الواقع التاريخي الذي اصاب الامة الإسلامية ابان مطلع الحكم الاموي، وسنتناول اهم هذه الاسس الدينية والسياسية والاقتصادية والاخلاقية، ضمن المطالب الآتية: الاول: الجانب الدينيالثاني: الاخلاقيالثالث: الاقتصاديالرابع: السياسي

المعالم الاصلاحية , النهضة الحسينية

2017

مجله الكليه الاسلاميه الجامعه