چكيده عربي :
يعاني العالم اليوم و بالأخص دول العالم النامي و منها العراق مشاكل متنوعة سببها ظاهرة التحضر السريع التي شهدتها مدنها و بفترات زمنية قصيرة نسبيا نتيجة لغياب السياسات التنموية الإقليمية المتكاملة على مناطق و أقاليم البلد كافة.
إذ أخذت هذه المشاكل جانبين أساسيين : 1-تركز السكان الحضر في عدد محدود من المدن و خصوصا في المدن الكبرى لتوفر عوامل الجذب فيها.
2-أن هذا التركز لسكان الحضر لا يتناسب مع النمو و التطور العمراني و الاقتصادي الذي وصلته هذه المدن إن إخفاق الأساليب التنموية الإقليمية التي اتبعها العراق في المراحل الزمنية السابقة في معالجة مشاكل التحضر السريع و تحقيق تنمية متوازنة بين مناطق و أقاليم البلد، بسبب المركزية الشديدة في اتخاذ القرارات التنموية، دعت إلى ضرورة ترسيخ و ادماج البعد المكاني و الحضري في كل من الاستراتيجيات, و السياسات, و الخطط, و البرامج القطاعية و على المستويات ( الوطنية, و الإقليمية, و المحلية ) كافة و ذلك اعتمادا على النهج التشاركي ما بين الحكومة المركزية و أجهزة الإدارة الإقليمية و المحلية من جانب و ما بين المجتمع المحلي, القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني من جانب آخر، و ذلك ضمن إطار من التكامل و المرونة و الشفافية في عملية صنع القرار و من أجل صياغة و تنفيذ و تقييم خطط التنمية بإتباع منهجية علمية تساعد في تحديد الأولويات و اعتماد معايير الحد الأدنى كمقياس في تلبية متطلبات المجتمع المعاصر ضمانا لوصول ثمار التنمية لجميع أفراد المجتمع على المستويات الوطنية، و الإقليمية، و المحلية كافة.