التفكير المورفولوجي عند تمام حسّـان

التفكير المورفولوجي عند تمام حسان كان خلاصة المنهج الصرفي الحديث في خطوطه العامة، مما ترك اثراً في مسرح البحث اللغوي المعاصر، اذ انطلق من نقطة تعد محور الدرس الصرفي، و هي (المورفيم)، و عبر عنها بالوحدة الصرفية المولفة من عناصر صوتية (فونيمات) ذات مدلول. و على اساس ان المورفيم ذو دلالة مركبة، افاد تمام من هذه النقطة في اغناء الجانب النظري الذي ترجع معطياته الى المنهج البنيوي الحديث. اما موضوع اقسام الكلمة فقد كان فيه تمام حسان اكثر دقة ، اذ اعتمد معيار (المبنى و المعنى) في التقسيم الذي تضمن سبعة اصناف للكلمة، جاعلاً لكل منها علاماته الخاصة مما جعل تمام حسان اقرب الى التجديد المنهجي منه الى المحاولة المجردة. اما الاشتقاق فكان مسرحاً لعرض معطيات التفكير الصرفي الحديث و لم يتردد تمام حسان في رفض مقولة القدماء بخصوص الاصل الاشتقاقي. و في هذه الدائرة يبرز تمام حسان بصورة اكثر نضجاً و دقة في تفسير ظاهرة الاشتقاق، اذ دعا الى تبني منهج اصحاب المعجم في هذا المسار، و حكم على وفق ذلك بانه الاصول الثلاثية هي اصل المشتقات، في جميع الصيغ، و من هذا المنطلق انكر وجود صيغ رباعية وخماسية في العربية، و راى ان ما زاد على الاصل الثلاثي هو من الملحقات الصرفية.