وسطية القرآن الكريم في دعائم النظام الاقتصادي (العمل،الملكية الفردية،الارث)

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين:سيدنا محمد،وعلى آله،وصحبه المنتجبين . اما بعد: فان وسطية القرآن الكريم سرت بالفعل الى دعائم النظام الاقتصادي والذي يتالف من (الملكية الفردية ، العمل ، الارث) فاقامته على اساس انساني مثالي من العلم والعمل والبحث والسعي والتنافس في الخير والتعاون عليه مع الصدق والتسامح والرحمة في التعامل والتبادل. فانطلقت آيات القرآن الكريم في اقامة تلك الدعائم من نفس المنطلق الذي تصدر عنه كل جوانب كيانه وقواعد بنيانه . فقد احترم حق الملكية الفردية شريطة مشروعيتها في الاصل وسلامة ممارستها ، بحيث لاتمس حقوق الافراد ولا تتعارض مع مصلحة الجماعة ، كما منح القرآن الكريم حرية العمل ، والفرد يختار ما يشاء من عمل دون اكراه او اجبار ماعدا الاعمال المحرمة التي تضر ولا تنفع مثل الخمر والميسر والربا وغيرها .وشرع الله في كتابه الكريم الارث كوسيلة لتفتيت الثروة ويعتبرها ضماناً لافراد الاسرة الواحدة بعد ان فصل القرآن الكريم توزيع الحصص توزيعاً عادلاً ودقيقاً بما يرضي ارادة المورث .