اﻻﺴطورة ﺒﯿن اﻟﺘﺸﻛﯿل اﻟﻔﻨﻲ واﻻﻨﺘﺎج اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺸﻌر اﻟﻨﺎﺒﻐﺔ اﻟذﺒﯿﺎﻨﻲ

يعد اﻟﻨﺘﺎج اﻟﺨطﺎﺒﻲ اﻟﻌرﺒﻲ ﻤرآة اﻟﻌرب وﻤﻨﺒر اﻓﻛﺎرﻫﺎ. وﻤن اﻟطﺒﯿﻌﻲ ان ﻫذا اﻟﻨﺘﺎج ﯿﻌﻛس اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﺒﻛل ﻤﻔﺎﺼﻠﻬﺎ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟدﯿﻨﯿﺔ واﻷﺨﻼﻗﯿﺔ واﻟﻘﺎرئ اﻟﻤﺘﺄﻤل ﻟﻬذا اﻟﻨﺘﺎج وﻻﺴﯿﻤﺎ اﻟﺸﻌري ﻤﻨﻪ ﯿﻠﺤظ ان ﻫﻨﺎك ﻤﻌﺘﻘدات وطﻘوﺴﺎ واﺴﺎطﯿر وﺸﻌﺎﺌر ﺘوارﺜﺘﻬﺎ وﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ، ﻟدرء اﻷﺨطﺎر اﻟﻤﺤدﻗﺔ ﺒﻬﺎ ودﻓﻊ اﻟﺸر ﻋﻨﻬﺎ. وﻗد ﻓﺘﺤت ﺘﻠك اﻟﻨﺼوص (اﻟﻨﺘﺎج اﻟﺸﻌري) ﻨواﻓذ ﻛﺒﯿرة ﻟﻠﻛﺸف ﻋن اﻻﻨطﺒﺎع اﻟﻔﻛري اﻟذي ﻛﺎن ﯿﺴود اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻗﺒل اﻹﺴﻼم ﻻﺴﯿﻤﺎ اﻟﺸﻌراء ﻤﻨﻬم، ﻛﯿف ﺘﻌﺎﻤﻠوا ﻤﻊ ﺘﻠك اﻷﺴﺎطﯿر واﻟﻤﻌﺘﻘدات؟ وﻤﺎ ﻤدى اﻻﺘﺴﺎع اﻟذي ﻛﺎﻨت ﺘﺸﻐﻠﻪ اﻷﺴطورة ﻓﻲ اذﻫﺎن اﻟﻨﺎس؟ وﻛﯿف وظﻔﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋر ﻟﺨدﻤﺔ ﻏرﻀﻪ؟ ﻫل وﻗف ﻋﻨد اﻻﺴﺘﺨدام اﻟﺸﻛﻠﻲ ﻟﻬﺎ؟ ام ﺤﻤﻠﻬﺎ دﻻﻻت ﻓﻨﯿﺔ اﺨرى، ﺘﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ اذﻫﺎن اﻟﻨﺎس؟ ، وﻗد ﻗﺼدت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺒﺤث اﻟﻤﺘواﻀﻊ ان اﻛﺸف ﻋن ﺘﻠك اﻟﻤﻌﺘﻘدات ﻓﻲ ﺸﻌر اﻟﻨﺎﺒﻐﺔ اﻟذﺒﯿﺎﻨﻲ، ﻟﻤﺎ زﺨر ﺒﻪ دﯿواﻨﻪ ﻤن ﻨﺼوص ﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﺘﻠك اﻷﺴﺎطﯿر واﻟﻤﻌﺘﻘدات وﻗد ﺘﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻫذا اﻟﺒﺤث ﻤن ﺨﻼل ﺜﻼث ﻤﺤﺎور ﯿﺴﺒﻬﺎ ﻟﻤﺤﺔ ﻋن اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻨﺎﺒﻐﺔ اﻟذﺒﯿﺎﻨﻲ. اﻟﻤﺤور اﻷول : اﻻﺴﺎطﯿر اﻟﺨﯿﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺒﺎﻟﺠن اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻨﻲ : اﻟﻤﻌﺘﻘدات اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻠﻔﻛر اﻷﺴطوري ﻛﺎﻟطﯿور واﻟﺤﯿواﻨﺎت. اﻟﻤﺤور اﻟﺜﺎﻟث : اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت ذات اﻟﻤﻀﻤون اﻷﺴطوري اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﻠك و (اﻹﻟﻪ) و (اﻟرب) واﻀﻔﺎء ﺒﻌض اﻟﺼﻔﺎت اﻹﻟوﻫﯿﺔ اﻷﺨرى.