چكيده فارسي :
شهد العالم في السنوات الاخيرة تغيرات سريعة نتيجة ثورة المعلومات والاتصال حتى غدت اطرافه المتباعدة كانها شاشة صغيرة يمكن التحكم بها بمجرد كبسة زر الامر الذي نتج تطورامذهلا في جميع مجالات الحياة , ولم تكن هذه التغيرات التي صاحبت التطور كلها ايجابية بل كان لها العديد من السلبيات على الانسان نجم عن ذلك العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والفكرية والثقافية . اذ يعد الاغتراب الثقافي من اهم التحديات التي يعاني منها المجتمع في ظل التقدم التكنولوجي الهائل والقفزات السريعة التي فاقت كل التوقعات، فضلا عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يمر بها البلد ادت الى رغبة الشباب بالابتعاد عن الوطن واللجوء الى الجامعات العربية والاجنبية. والاغتراب ظاهرة انسانية عامة تحمل في طياتها جوانب ايجابية وسلبية بغض النظر عن النظم والايدولوجيات, والمستوى الاقتصادي والتكنولوجي اذا يعد الاغتراب من الظواهر الاجتماعية النسبية التي تختلف باختلاف الزمان والمكان بحسب المجتمع. ويحاول البحث معرفة مستويات الاغتراب الثقافي الذي يتعرض له الطلبة خارج العراق عن طريق كشف الابعادالرئيسية للاغتراب التي وردت في الاطر النظرية وعلاقتها بالنسق القيمي الذي يحمله المغترب. ودراسة عوامل الاغتراب لدى عينة البحث، اذ استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يساعد في التحقق من اهداف الدراسة. وفي ضوء النتائج اوصى الباحث بالعمل على مشروع ارشادي يتضمن برنامجا لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب، ويكون الهدف منه خفض حدة مشاعر الاغتراب لدى فئة الشباب، باشراك الافراد ايجابيا ً في تنفيذ البرنامج مع ملاحظة الجمع بين الطابع العلمي النظري والطابع التطبيقي العملي وما يتضمنه من اشراك الاسرة في ذلك وضرورة فتح قنوات مع العوائل المهاجرة والافراد بالتنسيق مع السفارات والملحقيات الثقافية العراقية في الخارج من اجل اطلاعهم على البرامج الارشادية الكفيلة بمساعدة ابنائهم لتقليل مخاطر الاغتراب لديهم، فضلا عن زيادة اجراء الدراسات الاعلامية والنفسية والاجتماعية والتعمق بها لتحديد سلبيات الاغتراب بانواعه المختلفة للوصول الى نتائج علمية توضع امام المختصين لمعالجتها.