التغطية الصحفية لمشكلات الشباب في الصحافة العراقية دراسة تحليلية في جريدة (الصباح ) (بحث مستل)

ان التحولات السياسية الكبيرة التي حصلت بالعراق بعد عام (2003 م) بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها ، وما خلفه هذا التحول والتغيير في نظامه السياسي تحت شعار (تحرير) العراق من الدكتاتورية، واقامة نظام ديمقراطي ،ونشر الحرية بين افراد المجتمع الواحد.الا ان الديمقراطية كانت عباءة تخفت بها الولايات المتحدة لتحقق اطماعها التوسعية في المنطقة ولم تاتِ محررة كما ادعت ،بل محتلة لكل خيرات العراق سواء ،المادية منها او البشرية ، لذا افرز هذا التغيير ظواهر سلبية وآفات مجتمعية كثيرة اصابت المنظومة القيمية والمجتمعية بالكامل، استهدفت بها شريحة مهمة جدا، الا وهي شريحة (الشباب) كونها من اكثر الفئات العمرية تاثراً وتفاعلاً وتصادماً لما يدور حولها من تحولات واحداث ، حيث يعد العراق من المجتمعات الفتيه اذ بلغ عددهم لعام 2009م ( 9.2) ملايين نسمة وفقا لنتائج الحصر والترقيم للجهاز المركزي للاحصاء، وارتفع قليلاً الى (9.3) ملايين عام 2011م(1)فضلا عن غياب وتردي الوضع الامني والسياسي الذي ادى الى خلق حالة من الفوضى وشيوع حالات السلب والنهب والتخريب بالممتلكات العامة والتهجير، والاحتقان الطائفي ، وازدياد حالات الطلاق ، فضلا عن الفساد الاداري والمالي المستشري بين الطبقة السياسية ،مما خلف انتشار الفقر والبطالة وهجرة رووس الاموال بحثاً عن بيئة امنة للعيش ، لذا لا بد من تسليط الضوء على تلك المشكلات وعلى تلك الشريحة (الشباب) وتوجيهها وتقويمها بالشكل الصحيح .يعد الاعلام عامة والصحافة خاصة احد موسسات الضبط الاجتماعي عبر وظائفها تجاه مجتمعاتها، مما عدت تلك الموسسات ثالث موسسة للتنشئة الاجتماعية بعد الاسرة والمدرسة ،فضلا عن دورها الرقابي والاصلاحي للمجتمع ككل. مما حتم تسليط الضوء على مختلف المشكلات والقضايا والموضوعات التي يعاني منها المجتمع العراقي .والتصدي لها عبر صفحاتها والتعرف على اسبابها ومسبباتها ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لها ، ليتم الحفاظ على الثروة الحقيقية (الشباب) واعادة تاهيل المنظومة بعد التصدع الكبير الذي اصاب قيمها وعاداتها ، لخلق حياة افضل تجعل من تلك الشريحة فاعلة ومنتجة تنعم بالاستقرار لتحافط على هويتها الوطنية .ان مادفع الباحثة لدراسة موضوعات مشكلات الشباب هو الاحساس بحجم تلك المشكلات وخطورتها ومدى انعكاسها على فئة الشباب وما تفرز تلك المشكلات من امراض نفسية تولد الاكتئاب وانعدام الاعتبار الذاتي ،فضلا عن تسليط الضوء على تلك المشكلات محاولة منا ايجاد حلول مناسبة يمكن ان تسهم في تحجيم تلك المشكلات التي نخرت بالجسد العراقي .ويهدف البحث الى التعرف على واقع الصحافة العراقية عبر الجوانب المختلفة للتغطية الصحفية لمشكلات الشباب ،في جريدة (الصباح) للمدة الزمنية الواقعة ما بين (1-1-2017م ولغاية 31-3-2017م) ومن تلك الاهداف التي تسعى الباحثة لتحقيقها ما ياتي .1-التعرف على ابرز المشكلات التي تواجه الشباب والتي حظيت باهتمام(جريدة الصباح ).2- الوقوف على ابرز الفنون الصحفية التي تناولت مشكلات الشباب في (جريدة الصباح )..3- الكشف عن انواع التغطيات التي تناولت مشكلات الشباب في (جريدة الصباح).وتوصل البحث الى النتائج الاتية :1- ان ابرز المشكلات التي تواجه الشباب في الصحافة العراقية (محل البحث) ،هي المشكلات السياسية ،اذ جاءت في صحيفة الصباح بنسبة مئوية بلغ مقدارها (31.94%) متقدمة على بقية مشكلات الشباب الاخرى، بسبب تفاقمها وسيطرتها على ارباك مفاصل الحياة كلها ،لذلك اهتمت تلك الصحيفة بتغطية المشكلات المتعلقة بانعكاس الجانب السياسي على اوضاع الشباب وسلوكياتهم ضمن محيطهم الاجتماعي وبيئتهم المازومة.2- تمثلت الفنون الصحفية التي تناولت مشكلات الشباب في الصحافة العراقية (محل البحث) بالعمود الصحفي في سلم التراتبي بالمرتبة الاولىفي صحيفة الصباح بنسبة (39.85%) اذ جاء متقدما على بقية الفنون الصحفية الاخرى ، حيث ركزت على الاعمدة الصحفية في تناولها مشكلات الشباب مما اعطت لصحافة الراي مساحة اكبر .3- تقدمت التغطية الصحفية لمشكلات الشباب القائمة على التحليل والتفسير في صحيفة الصباح بنسبة (54.80%) بالمقارنة مع بقية التغطيات الصحفية الاخرى وذلك لاعتمادها على فن العمود الصحفي في تغطيتها لمشكلات الشباب.