پديد آورندگان :
الزيادي, تراث حاكم مالك جامعة القادسية - كلية الآداب - قسم اللغة العربية, العراق , جبار, محمد كريم مديرية التربية, العراق
چكيده فارسي :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين. اما بعد، فان العلاقات التي تربط بين الاحداث علاقات مختلفة، ويمكن حصرها وفقاً للمعيار الزماني بعلاقات ثلاث؛ اذ انَّ احتمالات وقوعها الزماني تفضي الى حصر علاقاتها الزمانية بالمُصاحبة والتعقيب والتراخي، فالحدث اما ان يقعَ مع غيره ويكون حينئذ مُصاحباً له، واما ان يقع قبل الحدث الآخَر او بعده، ويفضي هذان الاحتمالان الى صورة مشتركة تتمثل في كون احد الحدثين متاخراً عن الآخر، الا انَّ تلك الصورة تنقسم على قسمين تبعاً لوجود الفاصل الزماني الطويل (المهلة) بين الحدثين وعدمه، فمع عدم وجود المهلة بينهما تكون العلاقة الزمانية بين الحدثين التعقيب، اما عند وجود المهلة فتكون العلاقة الزمانية بينهما التراخي. وتُظهِر العبارة القرآنية انَّ هذه العلاقات تَشترك في دلالتها بدلالة كل منها على دلالة رئيسة، هي الاقترانُ في المصاحبة، والسرعة والاتصال في التعقيب، والبعد الزماني والمعنوي في التراخي. فضلاً عن اشتراكها في الدلالة على دلالات فرعية، هي نتاج تواشج الدلالات الرئيسية مع دلالات السياق، وما يُلفت النظر انَّ دلالة الاستبعاد كانت احدى ابرز تلك الدلالات الفرعية للعلاقات الثلاث، والاستبعادُ انما يقع على الحدث الثاني، اذ يُظهِر السياق انَّ الحدث الثاني يُعد بَعيداً مع وجود حدث غيره، سواء كان ذلك الحدث قد سبقَ المُستبعد او وقعَ معه، بمعنى انَّ الحدث المُستَبعَد قد عَقَب الحدث الاول او قد تراخى عنه، او صاحبه. ويُلمح في ذلك الاستبعاد -كما يَظهرُ من النصوص القرآنية - انّه يكون تارةً متاتياً من عدم تقدم ما يكون مَظنةً لتحقق الحدث الثاني، نحو تبشير مريم (ع) بعيسى (ع) واستغرابها من هذه المُصاحبة واستبعادها ان يكون لها ولدٌ مع ثبات ووجود حَدث ينافي وقوعه، وهو عدم مقربة الرجال اياها، وكذا الحال في استغراب واستبعاد زوج ابراهيم (ع) تبشير الملائكة اياها بالولادة مع ما صاحب ذلك من عقم لها وشيخوخة لها ولزوجها. وتارةً يكون الاستبعاد متاتٍ من تقدم حدث ليس بموجب لوقوع الثاني الذي يعقبه بل قد يكون موجباً لنقيضه، وهنا تختارُ العبارة القرآنية لفظة تودي الدلالة الرئيسية للتعقيب (السرعة والاتصال) مع قدرتها على اداء الدلالة الفرعية التي يوحي بها السياق وهي الاستبعاد. اما في الاحداث التي تعقب احداثاً اخرى دون ان يكون بين الحدثين انتفاء وجود الثاني لوجود الاول، فلم تستعمل العبارة القرآنية دالة تودي دلالة الاستبعاد مع الاتصال والسرعة. ويظهر ذلك جلياً في استعمال (اذا) الفجائية للدلالة على التعقيب والاستبعاد في الحدث المفاجئ غير المتوقع، بينما كانت تستعمل (الفاء) في الاحداث المتوقعة والتي تربط بينها وبين ما سبقها علاقة السببية. وكذا الحال في الاستبعاد الذي يوديه السياق باستعمال دالة التراخي (ثم)، فقد وظِّفَ فيه ما يَدل عليه التراخي المجازي من دلالة على البُعد المعنوي، في بيان بُعد الحدث الثاني وتاخره رُتبياً في اشارة الى انّه ليس من مُوجب الحدث المُتقدم بل هو نقيضُ موجبه، نحو ترتب الكفر بآيات الله على معرفتها، فمعرفة الآيات توجب الاعتراف والايمان بها لا الكفر، فما كان من العبارة القرآنية الا ان استعملت (ثم) للدلالة على البُعد المعنوي الذي يتواشج مع دلالات السياق فيفضي الى دلالة استبعاد الحدث الثاني الذي يفضي هو الآخر الى دلالة فرعية اخرى كالتهكم والتعجب.