الشيخ حمود الساعدي ومنهجه في كتابة التاريخ 1917-1944

يتناول هذا البحث حياة الشيخ حمود الساعدي (1917-1944) الذي يعد واحدا من بين الرواد الذين يستحقون الدراسة، فهو من رموز مدينة النجف الاشرف البارزين وشخصياتها العلمية والثقافية المهمة، التي كان لها اثر كبير في الحفاظ على تراث المدينة المذكورة خصوصا، والفرات الاوسط وعشائره وآثاره على وجه العموم في غضون مساحة زمنية مهمة من القرن العشرين، وخلفوا اثرا خالدا تجسد بعدد من المولفات المطبوعة والمخطوطة. ويقوم البحث بالتركيز على العناية اللائقة والتوثيق لسيرته العلمية والتعريف بانجازاته .ركزت الدراسة بمقدمتها ومباحثها الثلاثة وخاتمتها على وضع قراءة شاملة السيرة الشيخ حمود الساعدي منذ ولادته ونشاته العلمية المبكرة، وسلطت الضوء على نشاطاته الفكرية والثقافية مع الوقوف عند تعيينه معلم تربوية واستاذا حوزويا حتى وفاته. في حين تخصص جزء منها لدراسة نماذج من كتابات الساعدي في حقل المعرفة التاريخية، وكشفت عن المولفات المطبوعة للساعدي والاخرى غير المطبوعة، ومقالاته الصحفية، مع تحليل لتلك النماذج من الكتابات. وگرس عدد من صفحات البحث لدراسة منهجه التاريخي واثر مزاياه الشخصية واهتماماته الدينية والادبية في طريقة كتاباته التاريخية. وتضمنت الخاتمة اهم ما توصل اليه الباحثان من استنتاجات من دراستهما لهذه الشخصية . وكان لنتاجاته الفكرية التي اعدها او نشرها دور مهم في الحفاظ على التراث المحلي والوطني، فاصبح مثالا يحتذى به.واعتمدنا في اعداد هذا البحث على مصادر متنوعة، تاتي في مقدمتها الوثائق غير المنشورة، المحفوظة في ارشيف المديرية العامة لتربية محافظة النجف. وافدنا من المخطوطات المحفوظة لدى الابن الوحيد للشيخ الساعدي والمقابلات العلمية. في حين كان المولفات الساعدي المطبوعة اثر بالغ في اغناء الدراسة. واستمدت الدراسة معلومات مفيدة من المصادر والدراسات التي تناولت سيرة الساعدي بايجاز في بعض صفحاتها. وتعد المجلات النجفية كالعدل، والعدل الاسلامي، والبيان، والايان، مصادر مهمة اغنت البحث بالمعلومات المفيدة اذ نشر الساعدي كثيرا من بحوثه القيمة على صفحاتها.