چكيده فارسي :
من يطالع سيرة الامام زين العابدين ومواقفه بعد واقعة الطف يجده سعى سعيًا ممنهجًا الى تعريف الامّة باهميّة تطبيق مفاهيم الاسلام، عملاً وسلوكاً، وتنبيهها على حقوقها وحريّتها وكرامتها، التي اهدرها الطغاة بسياستهم المنحرفة التي شوهت الاسلام واضاعت الحقوق ومنها حرية الاعتقاد والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؛ ولا يخفى ان بحث التعصب الديني ليس بحثا اخلاقيا فحسب، بل هو بحث فكري مرتبط بعقيدة الانسان وفكر مجتمعه المحيط به، وتكمن خطورته عندما يصبح ثقافة مجتمع وتوجه امة واتجاهًا فكريًا تُوظَّف له الادلة لبيان شرعيته من جهة، وتطبيقه ميدانيا واخذ مساحته العملية من جهة اخرى. لذا يحاول البحث عرض موقف الامام زين العابدين ع من التعصب عموما والديني على وجه الخصوص، وبيان السبل التي وضعها الامام لمواجهته ووقاية الامة منه، لما له من آثار سلبية تخرج المجتمع من حال التمدن والتحضر والسلام الى حال التخلف والاقتتال، اذ يعرض المبحث الاول مفهوم العصبية والتعصب، ويبين المبحث الثاني آثار التعصب الديني ونتائجه ، اما المبحث الثالث فيبين السبل التي وضعها الامام زين العابدين ع لرد التعصب وكيفية التعامل معه.