پديد آورندگان :
علي, ميادة سالم جامعة ذي قار - كلية التربية للعلوم الانسانية - قسم التاريخ, العراق , العامري, شيماء ياس خضير جامعة ذي قار - كلية التربية للعلوم الانسانية - قسم التاريخ, العراق
چكيده فارسي :
تعد المرجعية الدينية اعلى موسسة تصدر منها التشريعات الدينية التي تنطلق من القرآن الكريم ومفاهيم اهل البيت عليهم السلام، وقد خطت هذه الموسسة لنفسها منهجين مختلفين بالفكر والمواقف احدهما المنهج الناطقي الذي يتحرك وينطق مع مصالح الامة ومتغيرات الظروف السياسية والاجتماعية في حين يقابله الاتجاه السكوتي الذي لا يتفاعل مع متغيرات الامة ، الا ان المرجعية الدينية في العراق ادت دورا بارزا في قيادة الجماهير الشعبية في المواقف السياسية المختلفة اذ كانت العلاقة وما تزال بين الامة والمرجعية علاقة وثيقة وعميقة في جميع المواقف المستجدة . ان استكمال القوات البريطانية احتلال العراق 1917 كان له الاثر الاكبر في اثارة المقاومة العراقية ضد المحتل ولاسيما في مدينة كربلاء التي مثل وجود المرجع الشيعي الكبير محمد تقي الشيرازي فيها حدثا مهما في التفاف الناس حول المرجعية والوقوف معها بوجه الاحتلال البريطاني ، من خلال الفتوى التي اصدرها في 1919/1/23 التي كان لها دور كبير في نفوس الاوساط الشيعية والمعارضين للاحتلال البريطاني اذ تطابقت هذه الفتوى مع عدد من الآيات القرآنية التي نصت على ان يطيع المسلمون اولي الامر منهم حيث اعطى فيها المرجع الشيرازي راياً علنياً ضد الاحتلال البريطاني، وقد مثل توازن موقف المرجع الشيرازي في كربلاء مع مواقف رجال الدين في النجف الاشرف انعكاساً ايجابياً في نفوس الاوساط الشيعية ، الامر الذي اضفى على الحكم الوطني مباركة دينية . وبقدر تعلق الامر بالعلاقة الصميمة بين الموسسة الدينية والاحداث السياسية التي مرت على كربلاء من جهة والدور القيادي لزعامات الموسسة الدينية في حقبها المختلفة ،نجد ان المدة التي اعقبت وفاة المرجع الاعلى في النجف الاشرف السيد كاظم اليزدي في 30 نيسان 1919 وتولي المرجع محمد تقي الشيرازي زعامة الموسسة الدينية التي انتقلت من النجف الى كربلاء كانت المرجعية تسير باتجاه توثيق العلاقة ما بين الزعامة السياسية والزعامة الدينية التي تقود الشعب، واعتبر الموقف الذي خرج به المرجع محمد تقي الشيرازي تجاه الاستفتاء البذرة الاولى التي وجهت الانظار نحو المقاومة الجدية ضد الاحتلال البريطاني ؛ولهذا فان الدور القيادي الشيرازي تميز بمدتين الاولى بدات منذ توليه المرجعية في ايار 1919 حتى آذار 1920 في حين تبدا الفترة الثانية والتي استثمرت بالمواقف المشرفة حتى وفاته في 17 آب 1920 ، فقد تميزت المدة الاولى بان الشيرازي قام بتعزيز القيادة الدينية في معارضة المشاريع البريطانية وحل المشاكل التي تواجه حركة المقاومة الاسلامية وذلك قبل ان يتخذ موقفا حازما بالبدء بمواجهة مسلحة ضد الاحتلال البريطاني حتى يتمكن من انجاح السبل القادرة على تحقيق النجاح في الحالة الثورية وجعل من الموسسة الدينية عامل جذب لانظار ابناء الشعب وتمكن من حل المسالة المهمة الخاصة بالتناحر والصراع بين العشائر من طريق خلق التآلف والتقارب في وجهات النظر المختلفة بالشكل الذي يمكن من خلاله الاستفادة منهم في مقاومة المحتل ، ذلك ان الثقل الذي تتمتع به هذه العشائر في كل موقف سياسي لا يستهان به .