نشاة التنظيم الحرفي وتطوره في العراق خلال العصر العباسي

برزت ظاهرة التنظيم الحرفي في العراق في القرن الرابع الهجري ،وكان الاسلام وتعاليمه العظيمة سببا مهما في رفع مكانة العامل والحرفي في المجتمع ، لذا اقبل المسلمون على العمل والاحتراف ودخل فيه جمع غفيلا من العلماء وعرفوا بالانتساب لحرفهم ، مما ادى وبمرور الزمن الى ظهور الاصناف والتنظيم الحرفي واخذوا يعرفون بضوابط وطرق واساليب محددة وخاصة للوصول الى المهن والاحتراف فيها من حيث التسلسل المعرفي والعملي للحرفة والاخلاق العامل ومن ثم تطوره في حرفته الى درجة الاتقان والاختصاص ، كما كان للدخول في الحرفة مراسيم خاصة ومعرفة وعلى الاشهاد من العلماء والعامة ، ومع تطور الامر وتعدد الحرف ظهرت الحاجة الى التنظيم ووضع ضوابط عامة يسير عليها الجميع وبدون مخالفة ، فضلا عن حاجتهم للدفاع عن حقوقهم الخاصة والعامة ، مما ادى الى ان تكون هنالك علاقة بين الدولة والاصناف والتنظيم الحرفي ، من حيث المراقبة والمحاسبة والتدخل لحل النزاعات ومنع التطاول على الحقوق العامة والخاصة ، هذا فضلا عن كون التنظيم الحرفي والصنف لعب دوراً اقتصادياً مهما في المجتمع العربي الاسلامي ،وكانت له القدرة على تحديد كميتها ونوعيتها و سعرها ، وكان لهم نشاط اجتماعي وثقافي تمثل باشتراكها في المناسبات الاجتماعية والثقافية .