اشكالات التنظير في الجمالية الاسلامية

لقد حملت العقيدة الاسلامية الجديدة تصور شام عن الكون والحياة والانسان والفكر والفن ..، انعكس بشكل مباشر على طبيعة المجتمع العربي ونشاطاته المختلفة ، ولاسيما الفكرية والفنية والجمالية ، قادته الى تاسيس حضارة اصيلة ومتميزة بعمرانها وعلومها وفنونها استمرت لقرون عدة . ولكن لم يتسن للمفكرين والفلاسفة المسلمين من بلورة نظرية جمالية خاصة بهم ومعبرة في الوقت نفسه عن المظاهر المشرقة لهذه الحضارة . وعلى الرغم من توافر المقومات الاساسية لتاسيس هذه النظرية ، لاسيما فيما كتبه العلماء والفلاسفة على امتداد الحضارة الاسلامية في الزمان والمكان ، وكذلك فيما ابدعه الفنانون وانتجه الصناع في العمارة والرقش والخط والادب والشعر والتصوير، وغير ذلك ، الا ان الفكر الجمالي الاسلامي لم يتبلور بعد على صيغة نظرية جمالية متكاملة ، ومما لاشك فيه ان سبب ذلك ، هو لوجود اشكالات حالت دون ذلك . وبحثنا الحالي يحاول ، فضلا عن محاولات الآخرين وجهودهم ، الكشف عن هذه الاشكالات التي تقف في طريق نشوء هذه النظرية ، بغية دراستها وتحليلها وايجاد الحلول المناسبة لها .واهمية بحثنا الحالي تكمن في كشفه لهذه الاشكالات ، واسهامه مع جهود الآخرين في اضافة لبنة جديدة الى بنية الفكر الجمالي الذي نسعي مخلصين لتاسيسه وبنائه . اما الحاجة من البحث فتكمن من حاجتنا لنظرية جمالية خاصة بنا ومعبرة عن زهو حضارتنا العريقة وتحمل في الوقت نفسه هوية امتنا الاسلامية المميزة . ولقد وضع البحث يده على اهم الاشكالات التي وقفت بطريق منظري الجمالية الاسلامية ، وهي : ١- اشكالية تحديد هوية الجمالية الاسلامية . 2- اشكالية تحديد ميدان دراسة الجمالية الاسلامية . ٣- اشكالية التاثر بالفلسفة الاغريقية . ٤- اشكالية تحريم الاسلام بعض الفنون الجميلة . 5- اشكالية خاصة بالمنظرين في الجمالية الاسلامية .ان وجود هذه الاشكالات التي كشف عنها البحث لا يعني استحالة قيام نظرية جمالية في الاسلام على ارض الواقع ، بل بالعكس ، فان وعي حقيقة هذه الاشكالات وطبيعتها وانعكاساتها المختلفة ، توفر للمنظر الجمالي مادة فكرية خصبة للاجتهاد والتاويل في التنظير الجمالي .