اشكالات القبح في المنظور الجمالي الاسلامي

قديمة ، ما انفك القبح يثير الاشكالات في المواضع التي يحل فيها ان كانت في الشرع او الفكر او الفن وغير ذلك .. اذ كانت تثار في تلك المواضع اسئلة كثيرة تدور في ذهن المعنيين حول ماهية القبح ، وحقيقة وجوده ، وحول مظاهر القبح في الاشياء والافعال ، والتباين الحاصل في موقف كل من علم الجمال وعلم الاخلاق منه .وبراينا تبقى هنالك مشكلة جوهرية لها علاقة مباشرة بتخصصنا في الجماليات الاسلامية وتتعلق باعتماد مظاهر القبح في الادب والفن ، حيث لم يجد القبح فرصته في التعبير عن وجوده الا في المجتمع الغربي الحديث والمعاصر الذي شاع فيه الحديث عما سمي بجماليات القبح ، لدي مفكري الجمالية الحديثة. وعندما استضافته في الاستطيقا ) في بيتها ، ما لبث ان شاكس الجمال وزاحمه حتى اخرجه مذموما مدحورا . واصبح القبح فيمة تطلب لذاته وهدفا يسعى الفنان بارادته الى تحقيقه في عمله . حيث وجدوا فيه قيمة جمالية كان الانسان غافلا عنها .وقد تداعت هذه الاشكالية كثيرة ، ولم تعد مشكلة القبح مشكلة فنية فحسب بل وجدناها مشكلة اخلاقية في اصولها وفروعها ، اولا وقبل كل شيء آخر. ومن جانب آخر ما وجدنا القبح ، في التصور الجمالي الاسلامي ، الا صفة دنيا مذمومة تتصف بها المدركات الحسية والعقلية على حد سواء ، وتتصف به الاشياء، كما تتصف به الافعال ، وهو على الضد من الجمال ، اذ يثير الاشمئزاز والنفور ويبعث في النفس الضيق والالم لانه الحالة المنكرة في الشرع والاخلاق او الحالة المتخلفة في الفكر والعقل . واما في الفن فانه يمثل مرض يصيب الذوق بالفساد مثلما يصيب الاخلاق بالتفسخ . اما هدفنا الاساس ، في هذا البحث ، فهو تعرف مفهوم القبح والاشكالات المتعلقة به في ضوء التصور الجمالي الاسلامي .لذا يهمنا في هذا الموضع ، ونحن نسعى لتاسيس نظرية جمالية اسلامية اصيلة قائمة على التصور الاسلامي الشمولي والواقعي للكون والحياة والانسان ، بيان موقف الاسلام من اشكالات القبح المختلفة وتداعياتها في الشرع والاخلاق والفكر والفن .