ملامح الفردانية في رسوم جان دوبوفيه

تناول البحث الحالي (الفردانية في رسوم جان دوبوفيه ) ، وذلك من خلال ما تحتويه الفنون التشكيلية عامة وفن الرسم خاصة وفي طريق يجعل الكشف عما تعتريه مفردة الفردانية وما تناديه في مفهوم التعبير الفني عند الفنان (جان دوبوفيه)، فكانت رسوماته تنبض بالتعبير الفردي الذاتي للفنان والذي قد يكون هو حصيلة ما يمكن ان يتلائم مع الامزجة النفسية والاسقاطات الوجدانية والموائمة الاجتماعية ، مما جعل بالفنان ان يقدم بشكل او بآخر اعمال ذات طابع تعبيري مختلف وصريح يعبر عن دواخل الحقيقة الانسانية التي تتعلق بالفرد اولاً وبالمجتمع ثانياً ، لذا سعى الفنان بالذات الى خلق عالم مبتعداً عن البنية الحسية العقلية للمجتمع ككل متجهاً نحو البنية الباطنية الفردية التي تتحدث عن الذات فيتجاوز كل قيود التشخيص مجسداً الشعور الداخلي بالدلالة والرمز من اجل صياغة رويتهم الفنية للواقع . فكانت النزعة الفردانية عند الفنان دوبوفيه هي انعكاس لانطلاق حرية الفرد في المجتمع الجديد المابعد الحداثوي فبدا يتالق ويخلق ويبدع اشكالاً جديدة تساير التطور الحضاري الذي وصل اليه مجتمعه ونتيجة للترابط الزماني والمكاني بين الفرد والمجتمع اصبحت الفردانية تمتلك لنفسها وتصوغها وتقرر ذاتها ووجودها عند الفنان المابعد حداثوي (جان دوبوفيه) لتصرح عن اعلان ضد كل ما هو تقليدي ومالوف مما يجعل الفرص متاحة للفنان من اجل كونه اكثر قدرة على ممارسة الابداع في النتاجات الفنية . لذا جاءت مشكلة البحث لتشكل التساول الآتي : هل هناك فردانية الاسلوب والاداء التقنية في رسومات جان دوبوفيه؟ وما هو مدى علاقة الفنان كفرد في المجتمع مع المجتمع نفسه ؟ وكيف تمت المواءمة نفسياً واجتماعياً؟ وكان مما تضمنه الفعل الاول هدف البحث الذي تروم الباحثة فيه التعرف على ملامح الفردانية في رسومات الفنان (جان دوبوفيه) وضمن الحدود الزمانية (1950-2000) ، كما وتم تحديد اهم المصطلحات الواردة في البحث الحالي، ثم اشتمل الفصل الثاني على الاطار النظري متضمناً ثلاث مباحث ، اشتمل المبحث الاول على دراسة (فلسفة الفردانية بعد الحرب العالمية الثانية ) ، اما المبحث الثاني فقد تناول دراسة ( ملامح الفردانية في المجتمع الفني الما بعد حداثوي) ، اما المبحث الثالث فقد اختص بدراسة (البناء التشكيلي والمفاهيمي في رسوم جان دوبوفيه) . وتناول الفصل الثالث اجراءات البحث ، ونظراً لتنوع نتاجات الفنان، فقد تم انتخاب عينة البحث بصورة قصدية بـ (5) كنماذج لعينة البحث، واعتمدت الباحثة في تحليل العينة على المنهج الوصفي وباسلوب تحليل المحتوى، كما ضم هذا الفصل بناء الاداة بصيغتها الاولية والنهائية . اما الفصل الرابع فتضمن نتائج البحث واستنتاجاته ، فضلاً عن التوصيات والمقترحات ، ومن ابرز النتائج التي توصلت اليها الباحثة هي : 1. تمثل الفردانية ملامحاً تغيباً لسلطة المجتمع والدولة بفعل التحوير والانزياح للاشكال الواقعية ومن ثم اعادة تكوينها وتركيبها بصيغ مغايرة . 2. ظهرت الفردانية من خلال استلهام الفنان صوره المخزونة وتفعيل التغريب في عالم اللاشعور للوصول الى تجسيدها بوضوح ويحولها الى منجز فني يحمل معنى جديد وذو ذائقة جمالية ذاتية .