جماليات المشاهد التصويرية للتعميد في رسوم عصر النهضة

يتلخص البحث الحالي بدراسة (جماليات المشاهد التصويرية للتعميد في رسوم عصر النهضة الاوربي)، اذ تعد المشاهد التصويرية الدينية في تاريخ الفن من المنجزات التشكيلية التي اَثْرَت الفن، وساعدت على توثيق مراحل تحوله باختلاف مناهجه ومدارسه الفنية. وللرسوم المسيحية بمختلف اساليبها وتقنياتها، دور بارز في الكشف عن تطور الفنون في مجال فن الرسم في اماكن العبادة المسيحية.. وذلك لما كانت تشكله (الكنيسة) من دافع داعم ومحفز وحتى ضاغط لفنون التصوير باتجاه المعطيات الجمالية الانجيلية والروية اللاهوتية كمقصد وعظي تبشيري تعليمي. ومن هنا تلمست الباحثة اهمية دراسة بحثها والحاجة اليه، في الوقوف على المقتربات الجمالية للمشاهد التصويرية (لطقس التعميد) في الرسوم الدينية المسيحيّة في رسوم عصر النهضة. كدراسة تتناول هذه الرسوم في اماكن العبادة المسيحية من كنائس واديرة وغيرها، محاولةً لسد الثغرة المعرفية في هذا المجال. وقد تضمنت الدراسة اربعة فصول:... شمل الفصل الاول (الاطار المنهجي للبحث) اذ تناول تحديد مشكلة البحث (ما هي جماليات المشاهد التصويرية للتعميد التي اتسمت بها نتاجات رسوم عصر النهضة ؟), اما اهمية البحث فتحددت في كونه: 1- يمثل روية تحليلية لتجسيد مشهدية التعميد ضمن مساحة الفن المسيحي، مما يتيح لدارسي ومتذوقي الفن والمهتمين في هذا الميدان الاطلاع على المعطيات البنائية التي طالت ابنية الصورة الدينية وفقاً لخصوصية الارتباط القائم بين صورة التعميد ومحمولاتها الجمالية والدلالية 2- يفيد البحث الحالي النقاد والفاحصين لتاريخ الفن التشكيلي من خلال الاطلاع على ما انتهى اليه من نتائج واستنتاجات توضح مساحة تاريخية مهمة ترتبط رويوياً مع معطيات الافصاح عن الخطاب الجمالي الخاص بمشهدية التعميد . 3- يرفد مكتباتنا المحلية والعربية بجهد علمي يسهم في اثراء الجانب المعرفي والتوصيفي لمشاهد التعميد التصويرية. 4- يوسس البحث الحالي لدراسات جديدة تعنى بفحص المنجز الفني لطقس التعميد، عبر افكار ومفاهيم وثيمات متعددة، يتم من خلالها اعادة قراءة الانساق البصرية لها جمالياً وبنائياً. 5- يستقي البحث الحالي اهميته من خلال العلاقة الاتصالية بين الفن والدين المسيحي وتاكيد النزعة الدينية سردياً وفقاً لتنوع القصص والاحاديث التي تكشف سردية الفكرة والموضوع . 6- وقد وجدت الباحثة ان هناك حاجة ضرورية لهذه الدراسة، تتمثل في كون الموضوع لم تتم دراسته بشكل تفصيلي ومستقل، ولقلة الدراسات الاكاديمية التي تتناول هذا الموضوع وافتقار المكتبات المتخصصة للمصادر الاجنبية المترجمة وكذلك المصادر العربية مما شكل فراغاً معرفياً، واعطى مبرراً منطقياً للباحثة في الخوض بمقتربات هذا الموضوع ومعالجته والتوصل الى النتائج المرجوة . اما هدف البحث فيكمن في (تعرف جماليات المشاهد التصويرية للتعميد في رسوم عصر النهضة ). وكذلك حدوده التي تمثلت مكانياً: في دراسة المشاهد التصويرية في رسوم عصر النهضة الاوربي. وزمانياً: منذ (1300م-1600م). وقد جرى تحديد المصطلحات الخاصة بصميم البحث. اما الفصل الثاني فقد شمل الاطار النظري للبحث، واحتوى على ثلاثة مباحث. ففي المبحث الاول وهو (جماليات المشاهد التصويرية في الفكر الفلسفي)، تمّ خلاله دراسة جماليات الصورة فلسفيا في الفكر اليوناني والعصر الوسيط وعصر النهضة، والتطرق للمعطيات الفكرية والفلسفية لعصر النهضة واثرها في فنونها واهم فنانيها. اما في المبحث الثاني (المشاهد التصويرية الدينية في الفن المسيحي )، فقد تم التعرف على الرسوم الدينية في الفن المسيحي المبكر مستعرضاً اهم منجزاته الفنية باساليبه وتقنياته المختلفة كالمنمنمات والفريسكو والفسيفساء والايقونات ) وكذلك الفن البيزنطي وخصائصه وحركة تحطيم الصور المقدسة (الايقونات). وفي المبحث الثالث، تطرقت الباحثة لموضوعة (التعميد بين الفكرة والمرجعيات التاريخية) اذ تناولت فكرة التعميد ومفهومها وتطبيقاتها، ومرجعياتها التاريخية . اما الفصل الثالث فكان مخصصاً لـ (اجراءات البحث). اذ يتكون مجتمع البحث من مئة لوحة فنية ، تقع ضمن المدة الزمنية التي تمثل حدود البحث الحالي (1300م-1600م) ، والتي استطاعت الباحثة احصائها ، كمصورات من المصادر ذات العلاقة (الكتب ، والمجلات والدوريات المتخصصة ، الاجنبية والعربية والمحلية ، وكذلك من شبكة الانترنت والمواقع الخاصة بالفنانين الاوربيين ، وموقع متاحف الفن وقاعات العرض المختلفة في العالم) . وقد تم اختيار قصدي لخمسة نماذج من عينة البحث تشتمل على تنوع الاساليب الفنية واختلاف زمان الرسم ومكانه. واتبع المنهج الوصفي التحليلي في تحليل العينات. اما الفصل الرابع فقد تضمن نتائج البحث والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات.