اهمية الدور الحكومي في تطوير المراكز البحثية الزراعية وانعكاس ذلك على الانتاج الزراعي العراقي

تشير معظم البحوث والدراسات والتجارب العالمية بان تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة يستلزم توفير مراكز بحثية زراعية متطورة من حيث الملاكات العلمية والفنية والبحثية فيها ، فضلا عن الاجهزة المختبرية والاموال اللازمة لذلك ، ويمكن القول ان توفير هذه التجهيزات يعد امراً ضرورياً لايجاد بيئة بحثية محفزة لناجحة وفاعلة في تحقيق هدف زيادة الناتج المحلي الاجمالي والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين من خلال توفير الخدمات المادية والاجتماعية وفرص العمل له وتوطين راس المال المحلي, وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار مع القطاع العام في تنمية الاقتصاد.ولذا فقد اولت حكومات الدول المتقدمة اهمية كبيرة للمراكز البحثية الزراعية ويتجلى الدعم من خلال الميزانية الكبيرة ، فضلا عن تقديم كل اشكال الدعم. وفي العراق تعاني المراكز البحثية الزراعية من اهمال شبه تام من قبل الحكومة وضعف الترابط بين مكوناتها مما اثر سلبا في توفير التقانة الزراعية ، لذا تم الاعتماد على الاسواق العالمية في توريد التقانة الزراعية ، وهذا ادى الى رفع تكاليف الانتاج وخلق مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة جدا مما انعكس باثاره السلبية على تنمية القطاع الزراعي، الذي يمر في مرحلة السبات بسبب العقم الذي اصاب رحم المراكز البحثية ، مما ادى التدهور الكبير في الانتاج الزراعي، اذ كان لضعف الدعم المالي والفني والعلمي والتكنولوجي الحكومي الاثر البالغ في تدهور المراكز البحثية .