پديد آورندگان :
الحلو, ناصر هادي ناصر جامعة الكوفة - كلية الفقه - قسم الفقه واصوله, العراق , نصار, صاحب محمد حسين جامعة الكوفة - كلية الفقه, العراق
چكيده عربي :
الحمد لله الذي لا اله غيره, و صلى الله على من لا نبي بعده, سيدي أبي القاسم محمد المبعوث رحمة للعالمين, و على اله الطاهرين أول النهى, و سبل النجاة و بعد : فإن مفهوم الخبر و الجملة الخبرية يعد من المفاهيم المشتركة بين علوم اللغة و النحو و البلاغة فضلا عن علم الأصول.
لذا فقد تعرض العلماء-السابقون منهم و اللاحقون-بالإيجاز مرة و بالتفصيل أخرى كل بحسب ما يقتضيه اختصاصه. و قد يلمح المتتبع لمفهوم الخبر إشارات في مؤلفات اللغوين التخصصية وردت هنا و هناك, فقد مروا على الخبر مرور الكرام دونما توقف أو تأمل و منهم من حاول أن يلتمس الفرق بينه و بين مقارباته الدلالية و ذلك بالإشارة إلى الفارق بينه و بين النبأ, و بينه و بين الحديث, و سوف يعرض البحث شذرات لمفهوم الخبر لعدد من علماء اللغة كالرمان (ت : 384 هـ) و أبي الهلال العسكري(ت : 395 هـ) و الراغب الأصفهان (ت : 502 هـ) و سواهم, و قد انتهى البحث–كما سيرد إلى أن اللغوين يرون أن الخبر : هو الإعلام يحتمل الصدق و الكذب. أما النحاة-فالقدماء منهم-كانوا ينظرون إلى الخبر على أنه قسيم المبتدأ, و الذي يتم به مع المبتدأ فائدة و ذلك بحسب ما كان يراه سيبويه (ت : 180 هـ) في كتابه الذي يعد أول كتاب نحوي, و ربما كان يسميه المسند باعتبار ان المبتدأ مسند إليه. ثم تطور المعنى على يد ابن السراج (ت : 316 هـ) الذي كان يرى أن الخبر هو الذي يصير به المبتدأ كلاما, و بالخبر يقع التصديق و التكذيب. و هنا نلمح في تعريف ابن السراج اشارة الى معنى جديد اتفق عليه–فيما بعد–أهل اللغة و النحو و البلاغة و الأصول حيث يرون جميعا إن الجملة الخبرية : هي التي تحتمل الصدق أو الكذب في تفصيلٌ يأتي لاحقا. حتى انتهى رضي الدين الاسترابادي (ت : 686 هـ) إلى معنى اخر نحى بمفهوم الخبر منحى جديدا نتعرف عليه-إن شاء الله–في مظانه . و لئن لم يورد النحاة الخبر إلا عرضا بسبب انصرافهم إلى قضايا الإعراب و التراكيب اللغوية و نظرية العامل و ما إلى ذلك في الإطار النحوي, فقد كان علماء البلاغة أكثر تفصيلا و أوفر حظا في الحديث عنه تحت عنوان علم المعان, ذلك أنهم قسموا الخبر على أحوال المتكلم من جهة و المخاطب من جهة أخرى. و توسعوا في الحديث عن الخبر و قسميه الإنشاء, و كان مدار التقسيم عندهم يدور في احتمالية الصدق و الكذب, فقرروا أن ما يحتمل الصدق و الكذب يعد خبرا و أما ليس كذلك فهو إنشاء, و سوف يرد الحديث حول أصالة هذه النظرة و مسبباتها و أما علماء الأصول–فالمستقري لنتاجهم الفكري–يدرك أن لهم القدح المعلى في البحث و التحليل في دراسة مفهوم الخبر و الإنشاء , فقد بحثوا فيهما بدقة عالية حيث وقفوا على ما جاء في تعريفات من سبقهم من العلماء محللين و ناقدين, و قد انتهت بحوثهم إلى أنهم لم يرتضوا كل ما قيل, بل كان لهم اراء متميزة في ترسيخ المصطلح. و من جملة ما قرروه أن الخبر : هو ما صح فيه الصدق أو الكذب بخلاف ما كان مقررا قبلا من أنه ما صح فيه الصدق و الكذب, و شتان ما بين حرف العطف الواو و أو, و كان ذلك ما قرره السيد المرتضى (ت : 436 هـ) في الذريعة في تفصيل و أسباب تأتي.
كليدواژه :
مفهوم الخبر , دلالته , اللغويين , النحويين , البلاغيين , الأصوليين