چكيده عربي :
تمتاز حقوق الانسان بانها حق ثابت لا يمكن انكاره , وانها حق الجميع , وقد اقرها واعترف بها جميع القوانين الالهية والوضعية , وهي ليست وليدة العصر , بل هي ولدت مع الانسان , وان مفهوم حقوق الانسان يختلف من فكر الى فكر اخرى في بعض الموارد , ويتفق في موارد اخرى , وذلك حسب فلسفة وايديولوجية الفكر الخاصة به , فقد تعتمد حقوق الانسان في الفكر الاسلامي على فهم الوجود والكون ودور الانسان فيه , بينما في الفكر الغربي تعتمد على المعايير والمقاييس والمبادئ التي وضعها كي يلتزم بها الاخرون , وقد كتب الكثير من المفكرين حول هذا الموضوع , وكان من بينهم السيد محمد محمد صادق الصدر , والذي اعتمد في كتابته وفي دراسة حقوق الانسان الاسس العلمية المنهجية الدقيقه في البحث العلمي , وكان يمتاز في حالة صدق وصحة نظرية الطرف الاخر بالاعتراف بها , كما انه ينتقد الفكرة التي لا يقبلها المنطق العقلي , بعيدا عن التعصب لاي جهة معينة . وكان السيد الصدر يعتقد بان حقوق الانسان لها ارتباط وثيق بالاخلاق الانسانية وبالمنهج العقائدي وهذان الامران ان فسدا فسد المجتمع , وبالتالي ضاعت حقوق الانسان وان صلحا صلح المجتمع. كما ان الانسان له الحرية في استخدام كافة حقوقه ولكن ليس بصورة مطلقة بل لا بد ان تكون ضمن حدود معينة , حتى لا يتم التجاوز على حقوق الاخرين . وان التقييد والتحديد في الحرية هو لاجل القضاء على التفسخ والفساد واضمحلال الاخلاق الانسانية والاعتداء على الانسان , كما ان الانسان كلما كان معدوم الحرية , كان معدوم الارادة والاختيار , وبالتالي معدوم الحقوق مما يودي الى انعدام الحياة . كما انه يرى بان جميع افراد المجتمع في حالة تساوي في الحقوق , ولا يجوز التمييز بين شخص عن شخص اخر , بل الجميع سواسية , وانه يرفض ما يسمى بالحصانة الدبلوماسية في العلم الحديث الى بعض افراد الدولة دون الاخرين وحرمانهم منها , فان المساواة حق اساسي في حقوق الانسان امام الشرع والقانون . بالاضافة الى ارتباط حقوق الانسان بالجانب العقائدي , حيث ان الحياة الاجتماعي مليئة بالصراع العقائدي الذي كانت بدايته مع بداية التاريخ البشري , فكل مجتمع له اعتقاده الخاص به , وهنا تكون النظرة لحقوق الانسان كل حسب الاعتقاد , بغض النظر عن اعتقاد الاخرين , او بعيدا عن الاعتقاد الصحيح المبني على الادلة والبراهين والقواعد العقلية الدقيقة ,المهم في الامر ان تكون حقوق الانسان حسب فلسفة وايديولوجية الاعتقاد وسواء كان هذا الاعتقاد صحيح او غير صحيح , وبهذا فان حقوق الانسان وتحديد ما هو حق وما هو باطل سوف تكون حسب الاعتقاد الذي يعتقده اي مجتمع , وهذا الامر مرفوض ولا يمكن قبوله فمن جهة لانه مخالف للواقع والعقل ومخالف للاعتقاد الصحيح المستند الى الادلة والبراهين العقلية .