عنوان مقاله :
خلافة الانبياء في الديانتين اليهودية والاسلام دراسة تحليلية مقارنة
پديد آورندگان :
فرج الله, وليد عبد الحميد جامعة بغداد - كلية الدراسات الانسانية, العراق , عبد الكريم, فاضل عاشور جامعة الكوفة - كلية الفقه, العراق
چكيده عربي :
للبحث ب((خلافة الانبياء في الديانتيين اليهودية والاسلام ، دراسة تحليلية مقارنة)) للطالب فاضل عاشور عبد الكريم طاب دكتوراه فقه واصول كلية الفقه –جامعة الكوفة باللغة العربية ،بالاشتراك مع الدكتور وليد عبد الحميد فرج الله عميد كلية الدراسات الانسانية – دكتوراه اديان مقارن جامعة بغداد. قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ((( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))).( البقرة 62). صدق الله العلي العظيم.إن البحث حول خلافة ألانبياء ليس بالبحث اليسير وذلك لغور معنى الخلافة والإمامة ، كيف لا ، وأدنى معرفتها أنها عدل النبوة، إلا انها ليست بنبوة، والبحث حول الخلافة قد يكون اشق من البحث حول التوحيد، وذلك لأن التوحيد يعني اثبات الألوهية ،ونفي الشرك في مقام الذات ،وهذا ماتعتقده الديانات الثلاثة ، بينما الخلافة والإمامة فإنها تمثل جانب آخر من الإيمان بالله ،وهو جانب الانصياع والطاعة لمن أمر الله بطاعتهم، وتعتبر ممارسة اعتقادية، وعملية للإيمان ، لذا كان من المهم الاهتمام بها واعطائها الأولوية في البحث ، لإثبات أن الحق تعالى أبقى هذا الاتصال بين الأرض والسماء، عبر الرسالات السماوية ، وخصوصا الديانات الثلاث الكبرى. ولان الدراسة تختص في الديانتيين السماويتيين ، اليهودية ، والاسلام ، يرى الباحث انه وعند النظر للمسيرة الإسرائيلية وحركتها أن الدين الإلهي الذي بعث به موسى نزل في وقت بدت فيه أعمال الكفار كالحجب المتراكمة التي بعضها فوق بعض تخنق نور المعرفة في القلوب.وقامت فيه الحاجة الانسانية للأمن والطعام بالهبوط بالإنسانية إلى درك اسفل سافلين ويعود ذلك إلى العقائدالتي رفع الشيطان أعلامها حول الأرباب المتعددة من كواكب وأصنام.هنا نزل الدين الإلهي على موسى ليقود بني إسرائيل إلى صراط الله الحميد ، ويكونوا هم بدورهم حجة على غيرهم، لقد انعم الله تعالى على بني إسرائيل نعما عديدة تبدأ بنعمة وجود موسى بين ظهرانيهم وهدايتهم إلى دين الله وتمر بنجاتهم من آل فرعون وتنتهي بانزال التوراة وتشريع الشريعة التي تزهر بسنة اجتماعية هي أحسن السنن وهي منّة التوحيد ، تأمرهم بطاعة الله ورسوله ومن خصهم بالكهانة التي هي صاحبة المكانة الرفيعة، بكونها الوساطة والشفاعة بين الرب وبينهم، لتطهيرهم من الذنوب ، وخلاصهم الدنيوي والأخروي ،وفي خيمة الاجتماع بيّن لهم موسى أن الأخلاق الفاضلة تحتاج إلى عامل يحرسها ويحفظها في ثباتها ودوامها ،وهذا العامل هو التوحيد ، وبيّن أن اركان المجتمع الصالح لا تثبت إلا برجال تحددهم الدعوة بصفات حددتها الشريعة الموسوية وقد عرّفهم النبي موسى ولم يكن من عنده انما هو أمر من الله سبحانه. وفي الوقت الذي بين موسى لهم طرق الخير أخبرهم بالغيب عن ربه انهم سيختلفون من بعده وسينحرفون ، مما سوف يوجب لعنة الله عليهم وقد وقع ما أخبر به موسى، وبرزت قيادات هدفها التصارع على الملك حيث ان بني إسرائيل زاغوا عن الطريق المرسوم لهم ، والالتزام بطاعة قربى موسى الذين هم سبل النجاة لهم، بل العكس عملوا بني إسرائيل أن أبعدوا هؤلاء الثلة من المكانة الرفيعة فما لبثوا أن هاجمتهم الأمم المجاورة . وفي المجتمع اليهودي تلبست هذه الثقافات بلباس الدين و ظهرت مقولات الأخبار التي تصف اليهود بأنهم المخصوصون بالكرامة الالهية ولا تعدوهم إلى غيرهم، ويروا ذلك بان الله جعل فيهم النبوة والكتاب والملك ،وأخذوا من أفواه أحبارهم ان الدين الموسوي لا يعدو بني إسرائيل إلى غيرهم وعلى هذا فهو جنسية بينهم، ولما كانت هذه الكرامة أمراً خص بني إسرائيل ، فالانتساب الإسرائيلي هو مادة الشرف وعنصر السؤدد والمنتسب إلى إسرائيل له التقدم على غيره , تحت قيادة الحس والمادة أصبح القوم لا يقبلون قولا إلا إذا دل عليه الحس.وعلى امتداد هذا الفقه تناقصت الملكات الانسانية قولا وفعلا وكفر اصحابها بنعمة الله وأنتج هذا التناقض العديد من الفتن المهلكة.ومع هذا كان هناك المصلحون من ذرية هارون أخي موسى ،وباقي خلفاء الأنبياء الآخرين الذين يقيمون بناموس(التوراة) موسى، ومن لطف الله تعالى بعباده بعث فيهم المسيح عيسى بن مريم ولكن بني إسرائيل كذبوه وطالبوه بأن يعيد لهم الملك ان كان هو المسيح حقا، وكانت مقولة شعب الله المختار وأرض الميعاد ،أصلاً أصيلاً في الصد عن سبيل الله لأن الفطرة تقول بأن الأرض يورثها الله من يشاء من عباده، والله تعالى لا يصطفي أحدا بالاستخلاف أصطفاء جزافا ولا يكرم أحدا إكراما مطلقا من غير شرط ، ولا قيد ، لأن الكرامة الإلهية ليست بذاك المبتذل السهل التناول حتى ينالها كل ناعق ، بل يشترط في نيلها الوفاء بعهد الله وميثاقه والتقوى في الدين فاذا تمت الشرائط حصلت الكرامة ، وهي المحبة والولاية الإلهية التي لا تعدو عبادة المتقين، وأثرها النصرة الإلهية والحياة السعيدة التي تعمر الدنيا وتصلح بال أهلها وترفع درجات الآخرة.في هذه الدراسة يبين الباحث ان هناك العديد من المفاهيم التي تدخل ضمن مفهوم الخلافة في الديانة الاسرائيلية , كالنبوة والملك والقاضي والحاخام فضلا عن الماشيح المنتظر . كما يبين البحث ان مفهوم الكهانة من اقرب المفاهيم دلالة لمفهوم الخلافة، ويتضح ان من أهمية الخلافة ان الله جعلها مقترنة مع وصايا وتعاليم الناموس.ومن خلال النصوص التوراتية ان هناك أدلة على مشروعية الخلافة ،عن طريق التنصيص والاختيار الالهي.وكذلك يتبين عند مراجعة ما نقل من المفكرين والعلماء والباحثين يتبين ان هناك ما يؤيد فكرة التنصيص على خلافة النبي موسى(ع) في ديانة بني إسرائيل ، وان حصر القيادة كان فقط لذرية هارون دون غيرهم، ولا يحق أن يقوم بهذه الأمانة حتى ولو كان ملك اليهود بذاته، إذا لم يكن من ذرية هارون، لهذا كان التأهيل لمنصب القيادة يتم بأحد طريقين:أ- أما التنصيص الإلهي على الحاكم كما هو الحال عند هارون ولذريته من النصوص التوراتية وهو نص جلي وواضح، مما يعني أنه لم يترك أمر تنصيب الخلافة بيد الناس.ب-الخلافة (الكهانة العظمى) هي فريضة ابدية دهرية مدى اجيالهم. ت- وهناك طريق آخر لتنصيب وتعيين الخليفة وهو عن طريق التنصيص الإلهي على صفات الحاكم الاعلى . ويتضح من خلال البحث ،ان لوجود الخليفة أهمية كبيرة عند الفكر الديني الإسرائيلي فبوجوده تم تحقيق الوحدة السياسية وتشكيل وتأسيس الدولة الإسرائيلية.كما انه ورغم ان مؤسسة الكهانة قد اختفت تماما مع هدم الهيكل على يد تيتوس، فان مؤسسة الكهانة استمرت بعد أن أخذت شكلا جديدا هو(الحاخامية)حيث يحل الحاخام محل الكاهن وان ذلك يعود الى اسباب. إن الجوهر الجامع بين اليهودية والمسيحية والإسلام هو تأسيس اللاحق منهم لذاته على السابق ، وتأكيده نبوة الأنبياء (الأوائل) في الديانات الثلاث مجتمعةكما ان الديانات السماوية الثلاث قد ذكرت بل اكدت فكرة النص على خليفة النبي موسى(ع) ، وعلى خليفة النبي محمد(ص).
كليدواژه :
خلافة الانبياء , الديانتين اليهودية والاسلام
عنوان نشريه :
مجله كليه الفقه