اضواء على حجية الرسائل في الاثبات في مواقع التواصل الاجتماعي

يدور موضوع البحث حول القاء الضوء على اشكالية حجية الرسائل في الاثبات في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي اشكالية قانونية تسعى الانظمة القانونية المختلفة الى رصدها ومعالجتها في الوقت الراهن، وتناول المبحث الاول تعريف الاثبات واهميته، والمبحث الثاني التعريف بالمستخدم والتزاماته في شبكات التواصل الاجتماعي، والطبيعة القانونية لهذه المواقع، واتضح لنا ان المعالجة التشريعية والاتجاهات القضائية الحديثة استقرت على ان مواقع التواصل الاجتماعي احد مقدمي خدمات الانترنت، وانهم من متعهدي الايواء، لانها تتيح لموردي المحتوى نشره على الموقع دون ان تتدخل في توريده او تعلم مشروعيته من عدمها لحظة بث المستخدم لهذا المحتوى. وتناول المبحث الثالث حجية الرسائل في الاثبات في مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى جواز الاستناد الى ما ينشر على هذه المواقع كدليل اثبات، وهو ما كان محلا لاجتهادات قضائية، خلصت الى تطبيق مبدا سرية المراسلات بما ينسجم مع طبيعة هذه المواقع، حيث اكد القضاء الفرنسي على ان العبرة في التمييز بين الطابع الخاص او الطابع العام لصفحة (فيس بوك) هو الاعتداد باعدادات الخصوصية التي يختارها المستخدم لصفحته، وبالتالي الطابع الخاص لهذه الصفحة ينتفي، ومن ثم تتوافر العلانية، متى كانت اعدادات الخصوصية للصفحة تتيح لاي شخص دخولها. وعندئذ لا يكون هناك محل للقول بانتهاك سرية المراسلات التي توضع على حائط صفحة هذا الموقع. وكان من توصيات البحث، العمل على وضع تشريع متكامل للاثبات في مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، خصوصا ان نصوص فوانين الاثبات التقليدية اصبحت غير قادرة على اثبات هذه النوعية من الجرائم المستحدثة في مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة تاهيل رجال الضبط على كيفية استخدام الوسائل الفنية المناسبة في الاثبات القضائي.