مرکز منطقه ای اطلاع رساني علوم و فناوري - افعال التذكُّر وانتهاكات السلطة في الرواية العراقية

چكيده عربي :

في أمة اقترنت بماضيها إلى الحد الذي سمح للتاريخ ومقولاته الماضوية بالاستحكام داخل منظوماتها الفكرية والثقافية ، حينئذ يجدر الاهتمام وتصويب النظر نحو الكيفية التي عوملت بها الذاكرة بوصفها الحارس الأمين لأحداث التاريخ ومقولات الماضي ، ومن ثم رصد ما يسمى ب فعل التذكر ؛ تلك الممارسة القصدية التي تقوم بها السلطة بمؤسساتها بغية تدعيم الرأسمال الرمزي لها من أجل المحافظة على تراتبياتها السلطوية المنبثة في ثنايا المجتمعات ، ويمكن أن نحد السبب أو الدافع الرئيس الذي دفع نحو التقصي عن كيفية التعامل مع ذاكرة الجماعة هو جوهر السؤال حول كيفية تحول محتوى الذاكرة لما يتلائم ومصالح السلطة ، وكذلك كيفية تحول الماضي إلى ذاكرة رسمية مأسسة وبصورة أكثر دقة ؛ كيف تحول ماضي بعينه دون غيره إلى ذاكرة اجتماعية وسياسية مفروضة على جماعات مختلفة أو مجتمع ذي تعددية ثقافية لكل منها ماضيها وذاكرتها الخاصة ، الع دد الثاني والثلاثون مجلة كلية التربية أب 2018 وهنا يمكن رصد وملاحظة أن ذلك لا يتم إلا عبر فعل ممنهج ومقصود تقوم به مؤسسات ثقافية وفكرية وسياسية منظمة ممثلة بمنظومة السلطة بوصفها مجموعة قوى - بمفهوم فوكو - تسعى إلى جعله ذاكرة رسمية موحدة تعمل رديفة لخطابها السياسي ومعينة على الاقناع به ، وعبر مسيرة تحول ماضي معين منتقى إلى ذاكرة رسمية عن طريق أفعال التذكر القصدية يتم ؛ طمس ذاكرات لا تنتمي إلى خطاب السلطة لتتحول إلى ذاكرة مقموعة أو مدحورة أو متلاعب بها ، أو تشوه حقائق ومفاهيم بغية تدعيم ممارسات السلطة وانتهاكاتها ، وهو الممارسة التي لم تغفلها النصوص الروائية بوصفها نظام التمثيل اللغوي القادر على إعادة تشكيل الواقع نصية ، والنظام النقدي الفني الأكثر دقة في تشخيص وقائع جدلية السلطة والمجتمع والتجارب الإنسانية في ظل تلك العلاقة وأساليب السلطة في استهداف الذاكرة والتعامل معها لذا فقد تمكنا من رصد هذا النوع من الممارسة الذاكرية في مجموعة من النصوص التي تناولت قضايا السلطة والمجتمع ، وقد قمنا البحث إلى مقدمة ومهاد نظري تحدثنا فيه عن الذاكرة بوصفها هدفا لترسيخ الوجود السلطوي إلى جانب مفهوم الفضاء العام بوصفه المساحة المشتركة لتحقيق الهيمنة ، وفعل التذكر وسيلة في ذلك ، أما الأول والثاني فكلاهما مبحثان تطبيقيان حول أنواع فعل التذكر والممارسات التي يتحقق عن طريقها فكان المبحث الأول عن فعل التذكر ممثلا بالسياسة العامة للسلطة والغاية الكامنة من ورائها ، أما المبحث الثاني فقد كان عن أسلوب التلاعب بالذاكرة ، وأسلوب إعادة كتابة التاريخ ، ثم خاتمة بأهم نتائج البحث تليها قائمة بالمصادر والروايات نماذج البحث .