پديد آورندگان :
رجب, عدنان كريم الجامعة المستنصرية - كلية الآداب, العراق , كاظم, هديل علي جامعة واسط - كلية التربية, العراق
چكيده فارسي :
يظل النقاد يرجعون كل مصطلح الى اصوله ونشاته ، ويظل بحثهم شاملا في اصوله في التاريخ وتتبع تطوراته واللغة ومدى احتكاكه مع اللغات والثقافات الاخرى ، ثم مدى تطابقه على ادبيات اللغة الام ، وعلى هذا كانت الشعرية لها الاثر في النقاد ، الا انه لو تصفحنا كتاب اي دارس لوجدنا انهم يقفون عند ارسطو ، فيظل مفهوم الشعرية عائماً,هل كما وصفها ارسطو ام انه مجرد انطلاقة عبر التاريخ، الا ان الجنين اكتمل في العصر الحديث وبعد انطلاق كم هائل من الدراسات اللسانية و الشكلانية والتوليدية والتحويلية و السيميائية للتضافر كلها في عصر بات الشكل عنصراً وليس اساساً ، وكذلك المعنى او المضمون . يمكن ان تكون البنيوية هي الاداة التي نحتت الشعرية وصقلتها بعد ان اهتم البنييون بالمفردة من دراسات ومدى علاقتها ببنائها ومدى علاقتها ببناء الجملة اي تلك العلاقة الرابطة التي تشع منها صوراً ومعاني وتشتق لبناء معنى آخر ، لذا قاربتها الشعرية على انها لا تهتم بالشيء دون الشيء الآخر ، وبالادق فانها تهتم بربط آلية الكماليات الفنية انطلاقاً مما يعطيه الحرف من ديناميكية في الصوت كايقاع ومدى ارتباطه بالدفع – الديالتيك – مع المفردة كصوت واحد يرمز لمعنى او يعطي معاني اخرى ترتبط بايقاعات الجملة وتناسقها . الدلالة اخذت ارتباطاً آخر كشف عن البحث المضني ، ليس لانها اخرجت الينا تصورات حول المفردة، بل لانها ربطت المفاهيم وبين الدال والمدلول ، والربط هذا الذي عنى بمسافات راهنة تتموقع بذات الشعرية الخارجة من ظل كل الاحكام والبعيدة عن كل النظم بالعدول او الانزياح او الخيال جعلت الشعرية تاخذ استقلالاً ذاتياً في ذاتها ، حتى اعطت دلالات خاصة بالحرف عند ارتباطه بالنبر او المقطع ليعطي معنى آخر وتوسع غير منضبط في الخيال ، وان ذهب بعض الدارسين الى انه لا يمكن ان يضبط او على الاقل يقترب انضباط دلالي للحرف او الصوت ،واعتقد بعضهم ان دلالة الصوت وهم في انتاجه معنى يشق الى ذهنية الاذن من ترنيمة او نبرة او مقطع اعطاه ذلك الحرف. الشعرية ترتبط ارتباطاً مباشراً بالبنية والتركيب وما يعطيه من انساق لغوية ، او اقرب الى نبوءات لتلك المفردة من اخيلة تتعدى الواقع او تدور حوله ، وتخلق فجوة او انزياحاً بعيداً عن اصل الكلمة ، ربما ذلك بمعين آخر كالاستعارة او التشبيه ، في خلق انزياح يضع البنية تبتعد عن اصلها وان كانت ثابتة للعيان انها باكتمال المعنى لا تدل على معناها الاصلي ، فالخد كالورد ، تعطي انطباعاً اخر بين متشابهين ، انزاح به فكر المتلقي بعد انزياح كبير تنشقه المتكلم وتعايش بسحره بتصورات الوان جميلة تاخذه بين الخد والورد هذا الانزياح هو الذي تتبناه الشعرية بان تخلق فجوة او مسافة من التوتر جزءاً منه ارادي يعتاش فيه الانسان وجزء ياخذه الى عالم آخر من الخيال؛ ليخلق ويستجلب كل الورود ليطابق مع الخد المرئي . يعتقد بعض النقاد والكتاب ان العرب لم يفهموا تعريف الشعر عند ارسطو بالمفهوم الذي يقصده من دراسته ليس ان الشعر عبارة عن وزن مقفى ، كما اعتاد النقاد ان يعبروا عنه ومنهم مثلا طه حسين في تعريفه لادب الجاحظ وبلاغته ، في ان الجاحظ لم يفهم ترجمة كتاب ارسطو للشعر او مدلولاته ومدى علاقته بربط الموسيقى مع القافية ومدى علاقتهما بالمعنى ، اي انه ليس ذلك الترنيم الذي تطرب اليه الآذن لانه جاء على نسق في انغامه مع وحدة القصيدة ، ان كان فيه علة او زحافا ، فان الانساق النغمية هي متواصلة كما يراها العرب وما اكدته الدراسات التي قدمها محمد مندور في المعهد البريطاني للموسيقى على قصيدة امرئ القيس ان النسق لم يوثر فيه الزحاف الذي حول فعولن الى فعول //٥/٥ الى //٥/ وان النوته تقفز الى التي بعدها من دون اشعار الآذن ان هناك شيء محذوف ، لذا يرى طه حسين ان الجاحظ على الرغم من تعريفه للشعر وبيانه لم يستطع فهم ارسطو لتعريف الشعر ، وذلك اما لان الترجمة في حينها قاصرة عن الترجمة الادبية ، واكتفت باللفظ للفظ ، او ان الجاحظ اصلا لم تصل الى ذهنيته معرفة الشعرية بالمعنى التي تربط العلاقة الفنية مع بعضها وليس انه شعر موزون ومقفى . بينما يعتقد بعض النقاد والدارسين ان الفلاسفة العرب وبعد ترجمة كتاب ارسطو وجدوا ان ارسطو قد نسى او اهمل وربما انه جهل الفن الغنائي وكثير ما يرتبط بين مقاطع الصوت النبري للفن الغناء ومنهم الفارابي بعد دراسته لفلسفة شعر ارسطو الذي سماه حكيماً ، لذا راوا ان توصيفه للشعر جاء فيه نقصاً ، اعتل بكثير من المواطن التي لم تتشابه مع اصول الشعرية العربية ، وهذا ما وجه بعض النقاد الى تضاد مع ان الشعرية كمصطلح او ان الشعرية القديمة بتوصيفات الشعر ليس بالمعنى الموثر من ارسطو كما اعتقد بعضهم ان العرب عرفوا تلك التخريجات الفنية للشعر من ارسطو ولم يكن قبل الترجمة بذلك الوضوح التي تدرج فيه العرب ، الا ان راي الفارابي وآخرون في نقدهم لارسطو جعل الخيار ان العرب كانوا قد وضعوا دراساتهم قبل رحلة كتاب ارسطو وافكاره في الشعر ، والشعرية العربية القديمة وان كانت لها اثر مع الحضارات الثقافية العالمية الا انها ذات استقلالية عربية ، اما الحديثة فهي جاءت مما يربطها ما بين ارث قديم وتطورات حديثها ، جعلت الشعرية تهتم في التركيب وجماله اللغوي من بلاغة في بيانه ومعانيه بديعه . فالشعرية تدل على مدى علاقة التركيب في فحوى النص، وعلاقة البنية مع ذاتها ثم مع تناسقها مع النص فهي لا تخص الشعر بذلك فحسب، وانما تخص النثر وان كل كلام يقال هو دائر تحت محكتها حتى تخرجه اما انه كلام عادي او انه كلام فني يرقى الى مستوى عالٍ من الادب . تسعى الشعرية الى ربط تركيب اللغة في اطروحاتها مع العلاقة التي تثير ذلك التركيب في المتلقي من خلال وضع المحسوسات في النفس ، مع الدلالات ان كانت لغوية او نحوية او بلاغية او ايقاعية ، في شمولية تتمحور في ايصال النص الى المتلقي بابهى معنى وادق صورة .