العلاقات الدبلوماسية العراقية- الايرانية بعد عام 2003م وآفاقها المستقبلية

شهدت العلاقات الدبلوماسية العراقية-الايرانية عبر تاريخها الكثير من مراحل الشد والجذب، إذ تحكمت فيها الكثير من العوامل الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها محاولات بعض الدول الاقليمية تعكير صفو هذه العلاقات، عبر اختلاق الازمات والحروب كما حدث في المدة الممتدة بيني عامي 1980-1988، حينما أسهمت دول خارجية واقليمية في تحفيز الخلاف بين الدولتين ليتحول فيما بعد الى حرب طاحنة طويلة امتدت على مدار ثمان سنوات. ولكن على الرغم من كل تلك المحاولات فان العلاقات بين البلدين، ومنها العلاقات الدبلوماسية استمرت بالتطور بفعل عوامل عديدة منها طبيعة المشتركات الوجودية بين الجانبين جغرافية كانت أم تاريخية أم دينية، إذ شكلت تلك المشتركات عوامل تأمين وضبط وضمان للعلاقة بينهما، ومع أن العلاقة بين الطرفين شهدت توتراً كبيراً وركوداً سياسياً بعد عام 1988 لغاية عام 2003م، إلا انها استمرت تسير بخطوات ثابتة وان كانت بطيئة، أما بعد عام 2003، وزوال النظام الصدامي وحكم البعث من المشهد السياسي، فقد اندفعت تلك العلاقات لحالة من التكامل السياسي قل نظريها فانسحب ذلك التكامل على مختلف القطاعات الاخرى العلمية والاقتصادية والدينية والسياحية والعسكرية وغيرها، حتى باتت الدولتان في تقارب تاريخي قل نظريه في المنطقة والعالم، وسنحاول في هذه الدراسة تتبع مسار تلك العلاقات بعد عام2003 وآفاقها المستقبلية.