مناهج التبليغ القرآني بين السنة والحداثة

موضوع البحث مناهج التبليغ القرآني بين السنة والحداثة، وهو ربطٌ بين الماضي الاسلامي المقدّس بالحاضر العلمي والتكنولوجي المتطوّر، مستفيدة من الاسس النبوية (صلي الله عليه وآله) الاولى، يوم بدأ الرسول بإبلاغ الرسالة بقوله: «قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا»، وسلوكه العملي القيّم في حياته بين أهله وأقربائه وأوساط مدينته والمدن الأخرى التي وصل اليها. بحثٌ جعلت من تراث الرسول (صلي الله عليه وآله) وسلوكه وأعماله وتوجهاته اساساً لمواصلة تبليغ القرآن الكريم وعلومه المختلفة في الوقت الحاضر، الذي اختلفت وسائله واسلوبه عن زمن الرسول الاكرم (صلي الله عليه وآله) في كلّ شيء. اعتقد ان لهذا البحث اهمية كبيرة لأرساء منهج تبليغي قرآني ينسجم والعصر الحديث. وقد استعملتُ كلمة التبليغ القرآني بصورة عامة لأن اصل كلمة تبليغ هي قرآنية الاصل واسلامية ولم تستعمل الاّ في الاسلام. ويقابلها (تبشير، اعلام، و...) عند غيرنا. فإذا كان التبليغ القرآني والاسلامي عامة قائماً على الكلمة القوية والمنطق السليم وسحر القرآن والأحاديث الشريفة، فاليوم – اضافة الى ذلك - لابدّ من الاستفادة مما وفر العصر الحاضر من خبرات وآلات وأجهزة وتراكم معرفة في سبيل رفد العملية التبليغية بآليات تزيد العملية التبليغية قوة وازدهاراً وثراءً. وبحثنا هنا يدور حول هذا التبليغ وكيفية ايصال القرآن وعلومه المختلفة الى الناس والمجتمعات في كل مكان معتمدين على عدد من المناهج العلمية يقف في طليعتها المنهج الميداني التطبيقي، اي اعتمدتُ على انجح الطرق في تبليغ القرآن الكريم، من خلال تجربتي في المساجد والحسينيات والمدارس والمعاهد والجامعات وبيوتات المؤمنين، والمجالس العامة والخاصة، وطرق اكثر حداثة كاستخدام الأجهزةوالتواصل الحديث كالانترنيت والمبايل وما فيها من برامج سريعة ونافعة يمكن ان يصل فيها القرآن ومفاهيمه وكل مايتعلق بتبليغه الى اكبر عدد من الناس والى ابعد المناطق في العالم، واعتقد اني نجحت في هذه الفكرة وهذه الطريقة فاستفاد عدد كبير من الناس بشكل لم يكن في الحسبان. وقد ارتأيتُ ان يكون الفصل الاخير تفصيليا لتبليغ رسول الله (صلي الله عليه وآله) القرآن الكريم وما يتعلق بعلومه وما يحمل من اوامر ونواهي ومبادئ دينية اسلامية ليكون نموذجا لمن اراد السير على نهج رسول الله (صلي الله عليه وآله).