الصاحب بن عباد و شعر الغزل

كان الصاحب بن عباد شاعراً كاتباً في البلاط و عالج كثيراً من الأغراض الشعرية المألوفة في عصره و كان المدح أكثر الأغراض استعمالاً في ديوانه و درس الباحثون مدائحه في أهل البيت(ع)في بحوثهم مقالةً أو كتاباً أو رسالةً. اما الغزل فكان الغرض الثاني الذي تطرق إليه الشاعر بعد المدح. هذه الدراسة تحاول دراسة شعر الغزل في ديوانه و تسعي لكي تبين أهم اتجاهاته في شعر الغزل مستعينة بالمنهج المتكامل الذي يعتمد علي أكثر من منهج فلهذا تستمد الدراسة من المنهج االتاريخي والمنهج الاجتماعي و المنهج الفني. وصلت الدراسة إلي أن الغزل عند الشاعر قد شمل النوعين (التقليدي – المادي) و قد تأثر غزله بالتجديد الحادث في عصره إذ لانجد فيه البكاء علي الأطلال و لا التعابير المملوءة بالألفاظ المأخوذة من البيئة الجاهلية الصحراوية. بل نراها مأخوذة من البيئة الحضرية التي اعتادها الناس في هذا العصر، كما أن الإحتشام بصورة عامة يغلب علي غزله إذ لانجد فيما وصلنا من أبياته وصفاً خليعاً للحبيبة أو الحبيب. وشاع الغزل بالغلمان في شعره و غدا شيئاً عادياً عنده بوصفه وزيراً و صاحب مقام رفيع في الدولة.