المؤتمر الدولي التكريمي الرابع للمكانة العلمية والمعنوية للسيدة المجتهدة نصرت امين

لو راجعنا التاريخ البشري بصورة عامة والتاريخ الاسلامي بصورة خاصة، لوجدنا فيه مقاطع كثيرة تشهد للدور المؤثر والمصيري للمرأة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، بل وحتى العسكرية منها، وقلما نجد برهة من التاريخ لم تشهد نساء إعتلين قمم العظمة والعفاف والعرفان والإيثار والدفاع عن القيم وتثبيت الاديان الالهية ومواجهة الظلم . وعليه فإن صفحات التاريخ كلها مليئة بوقفات مشرفة لنساء عشن لغيرهن ومتن لأجل أن يعيش غيرهن لكن التاريخ ظالم، فلم يهتم كثيرا بتلك النسوة، فبقين مجهولات لكثير من المسلمين ولسنين متمادية، ومن بين هذه النساء الخالدات شع نجم العالمة الفاضلة السيدة نصرت أمين، تلك المرأة التي نالت الدرجات العلمية العالية، تلك المرأة التي آمنت ان الاسلام لم يأت ليسجل على صفحاته اسماء الرجال فقط، بل آمنت ايمانا مطلقا ان الله تعالى قد كرم المرأة ورفعها الى اعلى عليين إن هي ارادت ذلك، وأنزلها منزلة في اسفل السافلين إن هي شاءت ذلك، فآمنت بالتكريم الالهي للمرأة الذي كرمها من زاويتين لا ثالث لهما وذلك في كتابه الكريم: 1- أنه كرمها تكريما عاما بوصفها إنسانة، فزخرت آياته بصور مختلفة متحدثة عن بني آدم خلقا وطبعا وتكريما وامتنانا وإرشادا وتلكليفا قد دخلت المرأة في مضمون كل نص قرآني يجعل الانسان من بعض جوانبه أو جميعها موضوع حديثه . 2- ثم ليكرمها بعد ذلك تكريما خاصا بوصفها إمرأة، وقد مثلت السور التي عرضت لشؤون المرأة ومشكلاتها الخاصة أو المترتبة على شكل عضويتها ونوعها في الاسرة والمجتمع، بينما تكفلت سور أخريات بالحديث عن شؤون المرأة بوجه عام . لمع نجم السيدة نصرت أمين في العالم الاسلامي بصورة عامة وفي سماء الشيعة بصورة خاصة؛ وذلك لأنها صاحبة ثقافات متعددة، فكتبت في تفسير القرآن، وفي الاصول، والفقه ، وبرعت في الحديث، وحصلت على إجازة رواية الحديث من علماء أعلام، وأجازت هي بدورها علماء وتلامذة لها برواية الحديث، كما كتبت في الفلسفة والمنطق والعرفان، بل لا نبالغ إذا قلنا أنها ألمت بأكثر العلوم الاسلامية التي أجادت لغتها العربية وألفت فيها كتبا عدة باللغة العربية . ولغزارة علمها صارت قدوة لنساء عصرها، بل وحتى عصرنا الحاضر؛ كونها إقتدت بفاطمة الزهراء وبزينب الحوراء عليهما السلام، فصارت هي الاخرى قدوة ونبراسا لغيرها من النساء، وقد انتظمت هذه الدراسة التي تمحورت تحت عنوان ( ) للحديث عن منهجيتها في كتابها الرائع ( الاربعون حديثا الهاشمية ) والذي ألفته باللغة العربية، فإنتظم البحث في مبحثين، تحدث الاول عن شذرات من سيرتها العطرة، وتبادل المبحث الثاني الحديث عن منهجيتها في تأليف كتابها، ثم لنختم البحث بخاتمة ونتائج مع بيان مصادر البحث ومراجعه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .