أثر الحضارة الإيرانية في تشييد العلوم العربية والإسلامية (علم النحو أنموذجا)

فإن للحضارة الايرانية أثرا واضحا لا ينكر في تشييد صروح العلوم العربية والاسلامية بكافة فروعها، فقد أثّرت العقلية الفارسية تأثيرا كبيرا في العقلية العربية ، وقد أدّت عوامل كثيرة في ترسيخ هذا التلاقح الفكري منها المجاورة الجغرافية وكذلك وحدة المعتقد وغيره من الأمور ، إن للحضارة الإيرانية وعلمائها أثرا جليا وواضحا في تشييد صرح العلوم العربية والإسلامية ومنها علم النحو فأول كتاب نحوي ألفه سيبويه (180ه) الشيرازي وهو إيراني من شيراز وقبره هناك معروف يزار ، ولكن للأسف لم يلق العناية المطلوبة ندعو الأخوة المعنيين للاهتمام بضريح هذا العالم الجليل ، وبعده جاء أبو علي الفارسي ( 377هـ ) وبعده جاء كثير من العلماء الذين يصعب ذكرهم ومنهم العالم الجليل بهاء الدين المختاري ( 1140 ه) وهو من علماء إصفهان الأجلاء صاحب التصانيف العديدة التي رفدت المكتبة العربية بآرائه القيمة في كل التخصصات اللغوية والفقهية والأصولية . وقد تناولنا في هذا البحث أثر الحضارة الايرانية في تشييد العلوم العربية ، وقد انتخبنا من هذه العلوم علم النحو ، ومن علماء النحو اخترنا بهاء الدين المختاري الاصفهاني النائيني (ت1140هـ) فدرسنا جهوده في علم النحو وبيّنا آراءه ومؤلفاته ومنهجه، اذ قسمنا بحثنا على محورين الأول درسنا فيه حثاته وآثاره والمحور الثاني درسنا فيه مصادره وموقفه مما ينقل وآراءه ، ومن ثم خرجنا بنتائج عرضناها في خاتمة البحث والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين