الخطاب الاقناعي في المواجهات الفكرية العقدية مناظرات ابن طاووس الحلي اختياراً

الحمد لله الذي منَّ علينا بنبيه الصادق الأمين محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) والصلاة والسلام على افضل خلقه واشرف بريته، أئمة الهدى وسفن النجاة آل البيت (عليهم السلام) المنتجبين، وبعد: تعدّ بلاغة الإقناع منطلق البلاغة العربية وسمتها الناجعة، إذ انبثقت من الفلسفة والجدل اليوناني ،ومنحت القول سلطة وقدسية، كما أنها مصدر انبعاث البلاغة الحديثة بعد عصور طويلة انحصر فيها اهتمام البلاغة في الصورة والحلية والمحسنات الاسلوبية حتى غدت بلاغة مختزلة بحسب قول جيرار جنيت أو ميتة بحسب قول رولان بارت . وبين المولد القديم والانبعاث الحديث تبرز حركة عربية إسلامية شكّلت فيها بلاغة الاقناع تجسيداً لأجواء النضج العقلي والصراع العقدي والتي اعتمدت على مجال اجناسي تطبيقي هو: المناظرة . يفرض خطاب المناظرة بوصفه جنساً حجاجياً أسلوباً للتفاعل والتناظر بين مختلف الفئات والأفراد بما يشكل ثقافة الحوار البديل الانساني عن العنف والتطرف، ذلك أن بلاغة الاقناع تمثل الجواب المعرفي عن الاختلاف ونبذ صيحات الفرقة والاقصاء .فكان ما تقدم سبباً لنا لاختيار اشتغال تطبيقي للمناظرة في قضية عقدية محورية في الثقافة العربية الاسلامية الا وهي : الخلافة والامامة . لقد تمظهرت قضية الخلافة في حلبة للصراع بين المذاهب الاسلامية حاول كل فريق فيها تهيأة الأدلة والبراهين التي تؤكد أحقيته في الخلافة ،وكانت المناظرات العقدية ميداناً خصباً للحوار في هذه المسألة ،ومنها مناظرات فقيه من فقهاء الامامية يشار له بعلو الهمة والنشاط في العلوم العقلية والنقلية ،وهو: ابن طاووس الحلي . وفي ضوء ذلك كان للبحث ان يوسم بـ(الخطاب الحجاجي الاقناعي في المواجهات الفكرية العقدية مناظرات ابن طاووس الحلي اختياراً) وقسم /البحث على مقدمة ومحورين الأول:الإطار النظري الذي قسم على أربع فقرات،الأولى:التعريف بالمقولات والمصطلحات الواردة في البحث كالمناظرة لغة واصطلاحاً،والثانية: حجية المناظرة ومشروعيتها في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ونصوص اهل البيت عليهم السلام ،والثالثة: آداب المناظرة، والرابعة: المناظرة آيقونة خطابية، ثم المحور الثاني: الإطار التطبيقي: وفيه كانت الخطوات الإجرائية للبحث ممثلة ببيان بلاغة الإقناع من خلال الأدلة والبراهين غير الصناعية التي تجسّدت في عدة فقرات، الأولى: القرآن الكريم، الثانية: الحديث النبوي الشريف المتفق عليه من الطرفين، الثالثة :الشواهد والوقائع التاريخية،الرابعة: الأدلة العقلية ،وختم البحث بخاتمةعرضت أهم النتائج التي توصل إليها،ثم ثبت المصادروالمراجع. وأخيراًهذا ما وفقنا الله تعالى، في الكشف عن مواطن بلاغة الإقناع في نص مناظرات ابن طاووس، فنسأل الله الغفران إن قصرّنا ولم استطع أن أحيط بكل الموضوع، أو فاتني شيء منه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين.