شعر البشنوي الكردي (ت456هـ) ــ دراسة بلاغية ــ

البشنوي الكردي من الشعراء الأكراد في العصر العباسي الذين لم ينالوا حقهم من الدراسة، فهو من الشعراء الذين تميزوا بجودة قريحتهم وقدرتهم الفائقة على حسن السبك وإصابة المعنى و موهبتهم الرّائقة في نظم الشّعر الّتي تمتاز بالفصاحة و البلاغة؛ قد عده ابن شهرآشوب من الشعراء المجاهرين بحبّ أهل البيت -عليهم السلام-، و اعتبره صاحب الغدير في الرعيل الأوّل من حاملي ألوية البلاغة و أحد شعراء الإماميّة النّاهضين بنشر الأدب؛ وكان له ديوان يتداوله النّاس في القرن السّادس الهجريّ، فيه أبيات مبثوثة في الغزل تدلّ علي أنّ الشّاعر عاش تجربة حبّ مفعمة بالأحاسيس الصّادقة، كما كان له قصائد في حبّ أهل البيت (ع) و ذكر مناقبهم و قصائد علويّة؛ أمام هذه الإشراقات المعرفية كان لنا وقفة تأملية في شعره وفي جانب مهم منه، ألا وهو المكنونات البلاغية الإبداعية؛ فهذه الدّراسة تتناول الأساليب البلاغيّة من المعاني والبيان و البديع في شعر البشنوي الكردي و الإشارة إلي ميزة شعره في العصر العبّاسيّ، و هذا الأمر يتحقّق في إطار المنهج الوصفيّ-التّحليليّ.