جريان القطيعة من التراث في الفكر الإسلامي المعاصر (عبد الله العروي الأنموذج المغربي)

(The flow of estrangement from the heritage in contemporary Islamic thought (Abdullah Alarvi, the Moroccan model)

إنه لا شكَّ فيه إِذا تسألون أيَّ مغربيٍّ، من عامَّة الناس أو مثقِّفيهم، أن يَذكُرَ أسماء ثلاثةٍ من الْمُفَكِّرين الْمَغارِبَة، فيذكر جلُّهُم اسم عبد الله العروي والإسم الذي يحمل مشروعا فكريًّا قائما على نقد التراث واللِّحاق بِرَكبِ الحداثة. إنَّه روائيٌّ تارةً، وأخرى شاهِدٌ على التاريخ ومفكِّرا تاراتٍ أخرى. فللعروي منزلة في الفكر العربي وفي أذهان الناس. إن العروي يعتقد بأنَّ تَحَقُّقَ النَّهضةِ العربيَّةِ يقوم على نقد التراث واستيعاب الحداثة الغربية ويركِّز على الحس التاريخي والفلسفي للحصول على ذلك وأّوْلَى في ذلك عنايةً خاصةً بالمنهج التّاريخاني أو المفاهيمي التَّأْسيسي، فالرجل أَلَّفَ عددا من الكتب حول كثير من المفاهيم مثل: مفهوم الحرية ومفهوم الدولة ومفهوم التاريخ ومفهوم العقل ومفهوم الإيديولوجيا . وإننا في هذه المقالة نسعى أن نسلِّط الضوء على قسم من هذا المشروع والذي يعبِّرُ عنه الماتن نفسه بمسألة التراث والقطيعة منه ضمن دراسة مدمَّجة لبعض الظواهر الملفوفة حولها كمسألة الحداثة والتاريخانية والحسم التاريخي والماركسية التاريخانية وغيرها من المفاهيم التي تطول قائمة عناوينها إذا نذكرها.