مفهوم وأنواع الأنسة في شعـر يحيـى السمـاوي

إن الأنسنة هي فن يقوم فيه الأديب بإحياء الأشياء التي تدور حوله ويمنحها سمات الإنسان سواء كان ذلك علي المستوي الشكلي أو النفسي وهو ينقسم إلي أربعة أنواع أنسنة جماد ونبات وحيوان ومعنويات وقد تفنن يحيي السماوي في فن الأنسنة فاستخدم هذا الفن في وصف لمختلف ظواهر الجماد والنبات والحيوان والمعنويات نظرا إلي أهمية الموضوع سعينا عبر المنهج الوصفي التحليلي أن ندرس هذه الظاهرة في شعره، وقد تبين لنا أن الشاعر أكثر من أنسنة الجماد فقام بأنسنة العديد من مظاهر الطبيعة الجامدة من مثل الشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر والظلام والدروب والسماء وقد أضاف لها سمات الجود والجمال والحسن.كما كانت النبات من أبرز محاور الأنسنة، فقام الشاعر بعملية أنسنتها ومنحها سمات الإنسان ومن أبرز مظاهرها النخل، الوردة، النعناع، الربيع، الزهر، السنابل، الأشجار، الغصن، الأعشاب، فقد وهب كل هذه النباتات حياة وحيوية وأظهرها بهيئة الإنسان وكان الدافع وراء ذلك هو انغماس الشاعر في الطبيعة من جانب وشعوره الرهيف فضلا عن ما تحمله هذه النباتات من دلالة كالازدهار والصمود والحياة والعطاء والجمال. كما أن السماوي تأثر بمشاهد الحيوانات فقام بأنسنتها ووهبها سمات الإنسان الحي فكان تتحدث وتري وتنظر وتستمع وتشعر وكأنها إنسان حقيقي وقد رفعت أشعار السماوي هذه مكانة الحيوان إلي مصاف الإنسان وبعد أن شاركها مشاعره وأحاسيسه وكان الغرض من كل عمليات الأنسنة هو البوح عن مشاعره الشخصية وأحاسيسه عبر صور الحيوانات. ومن أبرز الحيوانات التي قام الشاعر بأنسنتها هي النحل، الهدهد، الحمامة، العصفور، الفراشة، الطيور. فضلا عن الأنواع الثلاثة السابقة نري الشاعر يكثر من الأنسنة المعنوية وهي الأمور التي لا تحس ولا وجود لها، بل هي من صناعة العقل الإنساني ومن أبرز ما قام الشاعر بأنسنته: العشق، الهدي، الصمت، الحزن، الشباب العشق، السنين، الهوي، الكري،الآمال، النهار، السؤال، الحرف، الحنين، اليقينز