فضاء المكان عند الناقد ابراهيم جنداري

يعدّ المكان الارضية التي تشد جزيئات العمل كله، فهو ان وضح فقد وضح الزمن الروائي وأن درس بعناية فهمت الشخصية وان تناوله الروائي بصدق تاريخي وصدق فني مكن عمله من ان يمتد في التاريخ. إن دراسة الفضاء الروائي تتيح لنا فرصة إثراء النقاش بالنسبة للنصوص الأدبيـة مـادام الأدب يعتمد على الزمان ويستند عليه في خلق فضائه وصوره، وتمكننـا مـن ملامسة إشكالية أكثر اتساعاً تتصل بعلائق الزمان والمكان في الروايات المدروسة بنظيريهما في الواقع التاريخي، وما ينتج عـن ذلـك مـن مشكلات التشخيص النصي- الأدبـي قياساً إلى مشخصات الواقع. إن مناقشـة بعـض الثيمات والعناصر المكونة للنص الأدبي والفني لها أهميتها مع ضرورة أن ننتبه إلى خطورة الانسياق وراء الأطروحات التجزيئية التفصيلية لمكونات العمل الأدبـي بـدون ربطها بمفهـوم أعـم يجنبنا الانحباس داخل تقنيات تحليلية تجزيئية. يهــدف هذا المقال إلي التعــرف علي مفهوم المكان بأنواعه غــير المحدودة وعلاقته بالشــخصية، بالإضافة إلي التعرف علي الفضاء الروائي وتحديد كيفية تشــكيله والحيز الذي يأخذه في تشكيل الرواية بكونه عنصراً سردياً يوازي العمل. إن المنهج المتبع في دراستنا هو المنهج البنيوي التكويني الذي لا يخلو من النقد وأضافه الآراء، والناقد هو من يحيي المنهج بدلا من أن يدفن نفسه داخل نسقه ومصطلحاته. وتشير النتائج الحاصلة عن هذا المقال أن مفهوم الفضاء الروائي قد يوحي بمفاهيم ودلالات متعددة أي ينطوي على أبعاد مختلفة، والفضاء الروائي في بعديه المكاني والزمـاني داخـل النصـوص الروائية موضوعية في ضرورة إطارية (مكانية) ونسقية (زمانية) استلزمتها بنى الرواية، واستلزمتها نسقية الكتابة، أو ما يسمى بالرؤية السردية. والمكان تجري فيه احداث الروايات التي تولد تعددية متناغمة في التجربة المركبة من الخيال الابداعي في المكان.