السخرية في شعر الشيخ يوسف القرضاوي (قصيدة الملحمة النونية نموذجاً)

إنّ السخرية طريقة يعبَّربها عن حقائق المجتمع المرة والمحزنة، حيث يستخدمه الشاعر نيلاً من خصومه. فيأخذه سيفاً حادّاً يضرب به الأعداء و يهجم علي من يقصده بنوع من الفطانة والحصافة. فتعتبر السخرية مرآة لتصوير ما يوجد في حياة الشاعرومجتمعه وجوانبه من الحقائق التي لا يمكن أو من الصعب تبيينها مباشراً و صراحة، فيتمسك بالسخرية و يكشف عن هذه الأمور. يهدف هذا البحث إلي دراسة السخرية في القصيدة المختارة ومعالجة الباعث الجوهري لاستخدامها، و الهدف المنشود من هذا الإستعمال وأنواع الأساليب الساخرة المستخدمة فيها.أما ما يستدعي ضرورة إنجاز هذا البحث، هو عدم وجود أي بحثٍ قدعالج تجليات السخرية لا في قصيدة «الملحمة النونية» للشاعر القرضاوي أو في شعره علي الإطلاق،لحد الآن.و البحث ينتهج الي المنهج الوصفي التحليلي. تدل نتائج البحث علي أن الحافز الرئيس لاستخدام السخرية، هو مظالم الحكومة و الجو المتوتر و قمعية الثائرين و التشدد عليهم، و يتصدي الشاعر للكشف عن حقده لحكم الوقت و السلطات الظالمة الموجودة و تصوير حقيقة ذاتهم، دنائتهم في التصرفات و شدة تنكيلهم و تعذيبهم السجناء و قد ظهرت السخرية في سبعة أساليب خلال هذه القصيدة.