الفعالية السببية وعلاقتها بأنطولوجيا الأنوار عند شيخ الإشراق

تهدف هذه الورقة لمعالجة مبدأ السببية والعلية في فكر شيخ الإشراق السهروردي، وربطها بمبحث الإلهيات لديه، من خلال تسليط الضوء علي العلاقة بين هذا المبدأ ورؤيته الكونية حول الوجود والكون والله، لمعرفة كيف تعمل الأشياء في عالم ما دون فلك القمر، وكيف ترتبط بحركات عالم ما فوق القمر. وهل هناك أي تأثير مباشر بينهما، أم أن ما يحدث في عالمنا الأرضي، نابع من بنية هذا العالم وعناصر الأنطولوجية الكامنة فيه. وسوف تسلط الباحثة الضوء هنا علي نظرية السهروردي الإشراقية، التي يطور فيها أنطولوجيا الأنوار المعقدة، التي تفسر كيفية وجود العالم، وتحديد هيئاته الأنطولوجية وخصائصه، وتأثيراتها السببية عن طريقة درجة النور وشدة تفاعلاته، للتأكيد علي أن ظهور الأشياء وتفاعلاتها السببية تحدث بسبب تفاعل الأنوار وقوتها، بواسطة خصائص الأشياء وطباعها الداخلية، وهذا سوف يجعلنا نعيد التساؤل حول عما إذا كانت السببية عند السهروردي تنبع من بنية الأشياء الأنطولوجية بوصفها خصائص لها التزام وجودي، أم أنها تنبع من العلاقة العيانية بين الأحداث والظواهر علي الصعيد الأمبريقي. وهذا سيتطلب منا إعادة النظر في دور الله وفاعليته في هذا العالم، وعما إذا كان فعل الله يختص بالكليات فقط، أم يمتد إلي الجزئيات، وبالتالي هل يفعل الله فعله في عالم محكوم بقانون طبيعي صارم، أم أنه يمكن كسر هذه القانون واختراقه، تمام كما يحدث في حالة المعجزات. وهل هناك وسائط وسلسلة سببية لفعل الله، أم أنه يفعل فعله بصورة مباشرة. وهذا لا شك سوف يحيلنا لمعرفة كيف تؤثر اللامادة في المادة، وما هي الشروط التي يجب توفرها لكي يصبح مثل هذا التفاعل مشروع.