شهادة النساء في الفقه الإسلامي ورد الشبهات عنه

Women s testimony in Islamic jurisprudence and refuting doubts about it

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي أرسله الله بشريعة الإسلام لتحقيق مصالح العباد وإسعادهم، وصل اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد! أنزل الله تعالى كتابه العزيز، القران الكريم على رسوله محمد لهداية البشر، وذكر فيه الأحكام الإسلامية كاملة بلا نقص، وأمر الناس أن يسيروا عليها في جميع شؤون حياتهم، ويتخذوها منهجاً في حياتهم؛ لأن في اتباع أحكامه الخير، والسعادة، والنجاح في الدنيا والآخرة ،كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾[ سورةالإسراء:9]. ومن الأحكام التي شرعها الله تعالى، وذكرها في القرآن، شهادة النساء، كما قال الله تعالى في سورة البقرة:﴿ ...وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ... ﴾[282] ووردت أحاديث تشرح أحكامها، ولكن للأسف في زماننا المعاصر طرح المستشرقون الشبهات حول الإسلام لكى يهدموا بنيان الإسلام والمسلمين، ولهذه الشبهات خطر عظيم على المسلمين: لأنها تفسد القلب إذا تمكنت فيه، والرجوع عنها صعب جداً، ولقد رأينا كثير من دعاة الحق صاروا دعاة للباطل بسبب التأثير السيء لهذه الشبهات. ومن القضايا التي تنادي به الدول الأروبية: قضية تنصيف شهادة المرأة، قائلين بأن الإسلام ظلم حق المرأة في كثير من الأحكام الشرعية، وليس حقها كحق الرجل في الشريعة الإسلامية، ومنها مسألة شهادة المرأة. لذا فعلى طالب العلم معرفة القضايا الإسلامية، وتعليمها بطريقة صحيحة لتكون واضحة لعوام الناس، وعلى هذا الأساس أحاول في بحثي هذا، الذي يتحدث عن حقائق الإسلام، وأحكامه، وعدله، وإحسانه للمرأة في الشهادة، بذكر آراء العلماء، والمفسرين، والفقهاء لكي نصل إلى أن المرأة لها كرامة، ومكانة في الإسلام، ولم يظلمها في أي حكم من الأحكام الشرعية.