مظاهر الفكاهة بين ابن دانيال وعبيد زاكاني في تمثيليّة طيف الخيال ورسالة أخلاق الأشراف (دراسة مقارنة في الأبعاد الأخلاقيّة)

لقد احتلّت الفكاهة حيّزاً من أدب العصر الوسيط حيث امتازت بها آثار الشّعراء بأنواعها المختلفة. والشّعوب بمختلف سلائقها تستذوق الفكاهة وتتفاعل معها خاصّة لو ساد عليها الطّابع التّهكّمي السّاخر من الأوضاع الاجتماعيّة والسّياسيّة. يحاول هذا المقال واعتماداً على مبادئ المدرسة الأميركيّة في الأدب المقارن، أن يقوم بدراسة مقارنة لعنصر الفكاهة في العصرين المملوكي والمغولي عند الشّاعر والكاتب المسرحي العربي ابن دانيال الموصلي (685 هـ) والشّاعر الفارسي عبيد زاكاني (772 هـ). وقد توصّلت الدّراسة إلى أنّ الشّاعرين قد صوّرا مثالب مجتمعيهما في صور فكاهية مؤثّرة تشابهت لا لكون أحدهما متأثّرا بالآخر بل للشبه الشّديد بين مآسي المجتمعين واستشراء حالات الفساد الاجتماعي فيهما. ومن المضامين الّتي تطرّق إليها أدبهما النّثري والشّعري زوال العفّة والشّجاعة والعدل والأخلاق.