الشّهيد والشّهادة في شعر «أحمد دحبور» و«سلمان هراتي» (دراسة مقارنة)

يعتبر موضوع الشّهيد والشّهادة من أقدم الموضوعات في أدب المقاومة والّذي تطرّق إليه معظم الشّعراء الملتزمين منذ غابر الأزمان إلى يومنا الرّاهن، وفي أيّامنا الرّاهنة طرق إلي هذا الموضوع شعراء كلّ من فلسطين المحتلّة وإيران الأبيّة نظراً لتقاربهما الثّقافي والسّياسي وخلقوا لوحات جميلة حول أدب المقاومة. «أحمد دحبور» الشّاعر البارز الفلسيطيني و«سلمان هراتي» الشّاعر الكبير الإيراني من هؤلاء الشّعراء الملتزمين الّذين استطاعوا من خلق أجمل اللّوحات في هذا الميدان. والسّؤال الّذي يُطرح هنا ما هي القواسم المشتركة وما هي الفوارق الكامنة بين مضامين هذين الشّاعرين الكبيرين في وصف الشّهيد والشّهادة؟ تمّ الإجابة على هذا التّساؤل الهامّ على أساس المنهج التّوصيفي – التّحليلي ونظراً إلى أشعار الشّاعرين وتمّ التّوصل إلى هذه النّتيجة بأنّ «أحمد دحبور» يرى مصرع الشّهيد في ميادين القتال غمّا لا يوصف وألما لا يوازيه ألم، ومن ثمّ يقيم له مراسم الحداد، غير أنّ «سلمان هراتي» لا يحب بل لا يجوز الحداد على الشّهيد. ثمّ إنّ للشّاعرين رأيا واحداً في خلود الشّهيد وكونه حيّاً ولكنّه نظراً لأوضاع الحرب ونوعيّة النّضال في كلّ من البلدين يختلف نوعية التّعبير عن أمل الشّهادة لدي الشّاعرين.