وجوه تأثّر مصطفي وهبي التّلّ (عرار) بعمر الخيّام النّيسابوري

تأثّر الأدباء والشّعراء العرب بعمر الخيّام النّيسابوري عن طريق ترجمة الرّباعيّات، والتّأثير الّذي تركته ترجمة هذه الرّباعيّات عليهم أكثر من تأثير مؤلّفات الخيّام الأخري، لذا أنشدوا أشعارهم علي وتيرة الرّباعيّات، وأدخلوا أفكار الخيّام في أشعارهم والّتي حرّضت بعضهم إلي ردود الفعل حول الرّباعيّات الخيّاميّة. تأثّر عدد كبير من الأدباء والشّعراء العرب بأفكار الخيّام منهم: الأديب والشّاعر الأردني مصطفي وهبي التّلّ المعروف بعرار (1889-1949)، الشّاعر اللّبناني، إيليا أبو ماضي (1889-1957) الكاتب والشّاعر المصري، محمود عبّاس العقاد (1889-1964) الكاتب والشّاعر الأردني، تيسير سبول (1939-1973) والكاتب والشّاعر العراقي جميل صدقي الزّهاوي (1280ه/ 1863 م) وإلخ؛ ولكنّ يبدو أثر عمر الخيّام في مصطفي وهبي التّلّ أكثر وضوحاً بالنّسبة للآخرين. قد حاولنا جاهداً في هذه الدّراسة أن نقدّم صورة واضحة لهذا التّأثير والتأثّر. ارتأينا للإجابة علي هذه الإشكاليّة، أن نبحث في المكتبات العربيّة والإيرانيّة عن المصادر والمراجع المطلوبة. كما قمنا بتحليل أشعار عرار ومقارنة بين كلّ أبيات من ديوانه ورباعيّات الخيّام، من أجل إثبات تأثّره بالخيّام، وذلك مستعيناً بالمنهج التّحليلي. تشير النّتائج إلي أنّ تأثير عمر الخيّام في مصطفي وهبي التّلّ أكثر وضوحاً بالنّسبة للمتأثّرين العرب الآخرين. وتأثير الخيّام، فيه واضح في جميع نواحي حياته، حتّي كان يرسل شعره علي كتفيه أسوة بعمر الخيّام خصوصاً نهج إقبال عرار في أنشودته علي شرب الخمر، منهج الخيّام بصورة واضحة جدّاً كذلك يوصي عمر الخيّام أن يغسل حين وفاته بالخمرة، وأن يرفع في نعش مصنوع من أغصان الكروم كذلك عرار في أشعاره تحت عنوان «اغسلوني بخمر» يتأثّر بالخيّام فكراً ولفظاً وهذا يدلّ علي أوْج اهتمام عرار بالخمر لا يريد أن يفارقه حتّي في القبر.