ظاهرة تراسل الحواسّ في الأدبين العربي والفارسي المعاصرين (دراسة مقارنة)

تراسل الحواسّ نوع من أنواع تنمية الصّورة الشّعريّة عن نقل مدركات حاسّة من الحواسّ إلى حاسّة أخرى؛ يقوم به الشّاعر للتّوسّع في الخيال وخلق صورة مميّزة لإثارة الدّهشة في المتلقّي. ولظاهرة تراسل الحواسّ في الأدبين العربي والفارسي أهمّيّتها في إثارة انتباه المتلقّي، وانتقال الأثر النّفسي بصورة دقيقة للسّامع وإشراكه في تجربة الشّاعر النّفسيّة. وهذا البحث و باعتماد المنهج الوصفي - التّحليلي، يقوم بدراسة هذه الظّاهرة وتحليلها من خلال إيراد نماذج تطبيقيّة من الأدبين العربي والفارسي الحديثين. ففي الأدبين العربي والفارسي - كما نرى في سائر الآداب - تمّ امتزاج الحواسّ وتعبير إحداها عن الأخري، ممّا أدّى إلى كسر الحواجز الموجودة بين الحواسّ وتجاوز حدود المعاني لخلق متلقٍّ ذي نفس منفعلة بتجربة الشّاعر أثناء خلق العمل الأدبي المقروء. فلاحظنا أنّ الشّعراء في الأدبين العربي والفارسي استخدموا هذه التّقنية التّصويريّة لتوسيع حدود خيال المتلقّي وإثارته عند تلقّي الصّورة كما ألبسوا الصّور الشّعريّة لباساً جديدا ومثيرا؛ كما لاحظنا أنّ تقنية تراسل الحواسّ وُظّفت أكثر عند شعراء الرّمزيّة والرّومانسيّة في الأدبين.