الصوفية وتوظيفها في القضايا الاجتماعية في أشعار محمدرضا شفيعي كدكني و محمد عفيفي مطر (دراسة مقارنة)

إن الصوفية قد دخلت  الأدبين العربي والفارسي منذ القدم والشعراء كان لهم قراءة خاصّة عنها حسب تجربتهم الشعرية والعصر الذي عاشوا فيه. فالمؤثرات الاجتماعية والظروف السياسية كان لهما أكبر تأثير على توظيف التصوف من قبل الشعراء. واستمرّت هذه المسيرة حتي وصلت إلي العصر الحديث الذي تشهد فيه عودة إلي المفاهيم الصوفية في شعر هذا العصر. والصوفية من أهمّ التيارات في الشعرين العربي والفارسي المعاصرَين. ويحاول هذا البحث إبراز كيفية توظيف «شفيعي كدكني» والشاعر المصري «عفيفي مطر» الصوفية في أغراضهما السياسية والاجتماعية معتمداً علي المنهج الوصفي-التحليلي والمنهج المقارن القائل بدراسة التشابهات والاشتراكات. ومن أبرز النتائج أنّ شفيعي كدكني قد وظّف شخصيات صوفية قد اشتهروا علي مدي التاريخ بثوريتهم ونزعاتهم الإجتماعية واستشهدوا في سبيل غاياتهم كالحلاج، كما أنّ الشاعر المصري قد وظّف مثل هذه الشخصيات إلا أنه قد أحدث تحويرا فيها.و قد استخدم عفيفي النفّري بوصفه صوفياً لم يكن ثورياً واستحضره في شعره كمحتجٍ أمام الحكّام. كما أن الشاعرَين يلتقيان في قضية الصمود أمام نظام السلطة باحثَين عن غاية واحدة في شعرهما الصوفي ألا وهي الحرية والإنسانية. أما أهمّ نتيجة لهذا البحث فهو أنّ الشاعرين يحتفيان بالصوفية وقضاياها ويمزجانها بالقضايا الاجتماعية كالجوع وتخلف الشعبين المصري والإيراني وذلك لتوعيتهم أمام الحكام.