طائر الموت والانبعاث في شعر نيما والسياب؛ دراسة مقارنة حول قصيدتي ققنوس، والقصيدة والعنقاء

للطائر الأسطوري حضور كبير في الأدب والفلسفه، تطرّقت هذه الدراسة إلي باب الكشف عن كيفية حضور طائرين أسطوريين في مساحة صغيرة من الأدب وتبيان دلالتهما عند شاعرين كبيرين يعدان من أبرز المؤسسين للشعر العربي والفارسي الحداثوي وهما السياب في قصيدته «القصيدة والعنقاء» ونيما يوشيج في قصيدته الشهيرة التي تعتبر أولى قصائد الحداثة وهي قصيدة «ققنوس» وكل ذلك بعد مقدمة قصيرة حول الطائر الأسطوري، ويمكن أن نعتبر هذه الدراسة في عداد دراسات التوازي أو قل إنها تندرج في إطار الإتجاه الفرنسي الجديد للأدب المقارن الذي يبحث عن حضور الميثات الأدبية في الآداب المختلة والذي من شأنه أن يبحث في الأدبين من أجل تتبع التأثيرات أو عن مجرد مشابهة. يمكنك أن تحصل علي اشتراكات واختلافات عدة بين هاتين القصيدتين. أما الاشتراك الرئيس فهو استخدام الأسطورة في كلتا القصيدتين لتمثيل خلق الأثر الفني بموت يأتي بحياة جديدة تتمثل في تكوّن أثر فني جديد علي صعيد تاريخ الأدب الفارسي المعاصر، وتكون شعر الحداثة عند نيما وعلي صعيد تكوّن وجودي عام عند السياب، علي أنقاض الشاعر/ ققنوس عند نيما وعلي أنقاض القصيدة المتكونة سابقا عند السياب. وقصيدة نيما «ققنوس» تحظى ببنية سردية عبر انسجام شبكة من الدلالات وتراعي تقنية المعادل الموضوعي بأقصى درجاتها تُبعد جو القصيدة بشكل تام عن الغنائية والمباشرة، لكن السياب يشير إلى قضيته المدروسة في القصيدة بغنائية ومباشرة أكثر.