البنية الروائية المشتركة بين روايتي «موسم الهجرة إلى الشمال» و«قرباني باد موافق»

تُعدّ الرواية سرداً نثرياً طويلاً يصف شخصيات تختلف انفعالاتها وصفاتها وتحكي أحداثاً على شكل قصة متسلسلة. تُعتبر روايتا «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح (1929-2009) الروائي السوداني و «قربانى باد موافق» (ضحية الريح المواتية) لمحمد طلوعي (1979) الروائي الإيراني أكثر تشابهاً في البنية الروائية، بحيث يتناول الروائيان إلى بيان الأحداث والتطورات المرتبطة بمرحلة وصول الأنشطة السياسية للحزب الماركسي في الشرق إلى ذروتها وذلك عبر بنية سردية مشتركة. وبناءً على هذا جاءت الدراسة معتمدةً على المنهج الوصفي-التحليلي للبحث عن البنية الروائية المشتركة للروايتينِ، وهي ثمرة الحبكة المشتركة لهما، وذلك بهدف دراسة مقارنة لبنية الروايتين. تدلّ النتائج على أنّ الروائيينِ اختارا ثيمات مشتركة إلى حدّما ومستقاة من القضايا السياسية، ومواجهة الشرق والغرب، وقضية الحب. كما اختارا بداية متشابهة للقصة، وذلك عن طريق عرض شخصيتين رئيسيتين عاشتا في الغرب مدةً متأثّرتينِ بالثقافة الغربية وكانت نهايتهما أن أصيبتا بمرض شيزوفرينيا وانتحرتا غرقاً في الماء. والروايتان متشابهتان من ناحية الحبكة، إذ يلجأ كاتباهما أكثر من مرّة إلى بناء الحبكة بناءً تعليلياً مكوّناً من مجموعة أحداث متشابهة لتعلّل ارتباط الأحداث بعضها ببعض، وسيرها نحو النهاية.