استدعاء شخصيّة الحلاج والمعرّي في شعر عبدالوهاب البياتي (دراسة و تحليل)

دخل عبد الوهاب البياتي مرحلة جديدة من تجاربه الشعريّة عقب إصداره الديوان الشعري الذي أسماه ﺑ«سفر الفقر والثورة» سنة 1965 م. لقد تبلورت في قصائده التي جادت بها قريحته الفيّاضة في الفترة ذاتها تجارب صوفية بشكل ملفت للانتباه. حلّل البياتي في ديوانه الشعري شخصيّتي الحلّاج وأبي العلاء المعرّي، ممّا يعتبره النقاد مؤشّراً واضحاً علي تحوّل الشاعر من رؤيته الواقعيّة نحو الأشياء إلي رؤيته الصوفية. والغاية التي نتوخّاها في هذا المقال هي المقارنة بين الاتّجاهات الصوفية لدي الحلّاج والمعري وفقاً لما بيّنه البياتي في قصائده. زد علي ذلك أنّنا نتعرّف علي المعاني الصوفية الخفيّة في نفس البياتي جرّاء هذا البحث أيضاً. ومن أبرز النتائج التي حقّقها هذا البحث اعتماداً علي المنهج التحليلي الوصفي أنّه تبيّن أنّ البياتي يميل إلي الطريقة الصوفية التي تبنّاها الحلاج كلّ الميل. وهي التي تتميّز بالجنوح إلي مشاعر الرفض والإباء أمام الظلم والركون إلي الثورة والمبادرة والإقدام. كما تبيّن إيضاً أنّ شاعرنا ما راقه النمط الصوفي الذي انتهجه المعري المبنيّ علي الانعزال عن ساحة الحياة والانغلاق علي النفس.