تمثّل الأنا العربية والآخر الإيراني (عضدالدولة البويهي نموذجاً) في شعر المتنبّي وابن نباتة السعدي

أدّي موضوع دراسة صورة الأجنبي في الأدب إلي نشوء علم الصورة أو الصورولوجيا. إنّ المقارنين الفرنسيين وضعوا أساس هذا العلم و اتخذوه نمطا لاستعراض الصورة المنعكسة للشعوب الأجنبية علي الآثار الأدبية وفقا للمبادئ التي اتفقوا عليها أهمّها هي:حالات قراءة الآخر و الأسباب المؤثّرة في تكوين الصورة. الدراسات الصورولوجية تكشف عن تمثّل الأديب المسمّي بالأنا  فضلا عن تمثّل الأجنبي المسمّي بالآخر في النص الأدبي و بالتالي تسفر عن معرفتهما التي تساعد الباحث في التعرّف علي الأمم و ما يتعلق بها من الثقافة، الحضارة، العادات و التقاليد؛ إذن أنّها تمتلك أهمية بالغة بين البحوث الأدبية. بالنظر لهذه الأهمية تمّت في المقالة الموجودة دراسة صورة عضدالدولةالأمير البويهي الإيراني في شعر المتنبي وابن نباتة السعدي شاعري العرب بغية الوقوف علي ما رسماه عن أنفسهما بصفتهما الأنا العربية و إدراك ما سجّلاه عن ذلك الأمير بصفته الآخر الإيراني في شعرهما. تبيّن نتيجة الدراسة أنّ تكوين صورة الآخر في شعر المتنبي قد تأثر بالاغتراب والقومية بينما أنّ تكوين صورته أصبح متأثرا بإيديولوجية المعارضة والمصالح الفردية ؛لذلك تمّيز تمثّل الأنا والآخر في شعر كل منهما بميزات خاصة، مع هذا اتجه الشاعران كلاهما في قراءة الآخر من التشويه السلبي إلي التشويه الإيجابي حسب الظروف المختلفة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية.