تعددية وجهات النظر و انزياحيتها في قصة آدم(ع) في القرآن الكريم

وجهة النظر هي طريقة يقدّم الكاتب بها مواد قصته إلي المخاطب والحكم علي قيمة القصة يتوقف علي إدراكها ونقدها. التنوع في استعمال الصيغ السردية التي تثري البنية السردية، جاء موظفا في النص القرآني وفي قصة آدم(ع) بصورة جمالية بارعة وامتزج البعد الفني والفكري معا واستحدث شكل روائي يتناسب مع الفكرة. رواية قصة آدم لا تلتزم بشكل فني واحد، وإنما تمزج في عرضها بين أكثر من شكل فني فمنها: تحّول السرد من ضمير المتكلّم المفرد إلى ضمير الغائب المفرد ومن صيغة الشخص الثالث إلي المتكلم الجمع و بالعكس، من المفرد المخاطب إلي الغائب ومن المتكلم الجمع إلي المفرد و بالعكس. ولاتؤدي هذه العملية إلي أيّ تشويه في الخطاب و الانتقال من زاوية المتكلم الجمع إلي الغائب يسيطر عليه. من دلالات المتكلم الجمع: الإشراف علي جو القصة، تمثيل واقعية القصة ودلالة حتمية على الوجود التاريخي وازدياد قدرة الكلام والتواصل المباشر مع المخاطب وتقربه من المتلقين. والمقصود من المتكلم الجمع هو المتكلم المفرد أي الرب سبحانه وتعالي. والحوادث المتواترة تسرد بصيغة واحدة؛ فهذا خيردليل علي أن الزاوية انتخبت بشكل صحيح حيث لايتغير في السرود المتواترة الأخري. وأن هذه الآيات رغم تنوع الصيغ المستخدمة، لم تصدر الا من مصدر واحد؛ أي من جانب الله تبارك وتعالي.