المفارقة اللفظية في مسرحيات توفيق الحكيم

المفارقة هي مصطلح غربي لم تعهده اللغة العربية ولم يعن به أي من دراساتها إلا من وقت قريب عبر الترجمة ولها أنواع مختلفة ومنها اللفظية وهي شكل من أشكال الكلام الذي يتضمن معنى غير المعنى الذي تعبر عنه الكلمات المستخدمة فيأخذ هذا المعنى، عادة، شكل السخرية وفي إطار المدح بشكل الذم أوالعكس. يعبر الكاتب والأديب المصري توفيق الحكيم في معظم مسرحياته عن أزمات إنسانية واجتماعية وثقافية وفكرية في المجتمعات الإنسانية ولاسيما مجتمعات دول العالم الثالث التى يواجهها المثقفون والنخب في ظل التطورات التي تطرأ عليها مستخدماً أسلوب المفارقة ويؤكد في إطارها أن الأفكار البالية والعادات والتقاليد الجاهلية المهيمنة على هذه المجتمعات تشكل عوائق رئيسية أمام تطور المجتمات فكرياً وثقافياً بحيث من يعرب عن رأيه المستقل دون الأخذ بنظر الاعتبار ما هو السائد على هذه المجتمعات من أفكار وعقائد باطلة، يتهم بالجنون ويعاقب أشد العقاب. الحكيم في أعماله بشكل عام وبالتحديد في مسرحياته، ينتقد هذه الأفكار البالية بأسلوب ضمني وفي إطار المفارقة اللفظية والكناية ويسعى جاهداً في توعية المجتمع والناس محذراً التبعات التي تترتب على هذا النوع من التخلف الإنساني.والنتائج الحاصلة عن هذا البحث أولاً هي إثبات هذه الفرضية أنه استخدم في مسرحياته، المفارقة اللفظية وثانياً طرح من خلالها بصورة ضمنية المحن التي تواجهها المجتمعات الإنسانية.